لا يزال مدلل الخضر رياض بودبوز مترددا في اتخاذ القرار النهائي بشأن مستقبله الإحترافي، بعدما اقتنع بضرورة مغادرة النادي الفرنسي سوشو الذي يلعب له حاليا، حيث وبعد العروض الكثيرة التي تهاطلت عليه من أندية فرنسية وأخرى انجليزية في الفترة الماضية، اضطرت هذه الأخيرة إلى تغيير رأيها وتوجهت باهتماماتها إلى لاعبين آخرين، وذلك بعدما لاحظت أن مستوى نجم المنتخب الوطني أصبح يتراجع من جولة لأخرى، وهو الأمر الذي قد يصعب أكثر من وضعيته خاصة في حال سقوط سوشو إلى الدرجة الثانية الفرنسية، ولذلك فهو مطالب أكثر من أي وقت مضى ببذل مجهودات جبارة خلال الجولات المقبلة سواء مع فريقه أو مع المنتخب الوطني من أجل استعادة لياقته والفوز بأفضل صفقة نهاية الموسم حتى يتمكن من بعث مشواره من جديد، خاصة وأن سنه الصغير والمهارات التي يتمتع بها تؤهله ليصبح نجما كبيرا في أوروبا، غير أن الأداء الباهت الذي صار يقدمه في آخر شهرين لم يؤثر على وضعية ناديه في الترتيب العام فحسب، بل أفادت تقارير فرنسية أن الطلب على أحسن لاعب جزائري العام الماضي قد خف بشكل كبير جدا وتوجهت الأندية الفرنسية الكبيرة لأسماء أخرى متألقة بشكل أكبر من رياض، الذي يبدو أنه ارتكب خطأ العمر عندما رفض مغادرة نادي سوشو خلال الميركاتو الشتوي الماضي، لا سيما وأن الأمر كان يتعلق بالإنتقال إلى أحد عمالقة الدوري الإنجليزي نادي أرسنال. ويعتقد الكثير من المتبعين بأن سبب تراجع مستواه راجع إلى الضغط الشديد المفروض عليه خاصة مع اقتراب نهاية الموسم ومواصلة معاناة سوشو، وبالتالي فهو يعيش وضعية نفسية صعبة، ومن المؤكد أنه سيفجر طاقاته أكثر في نادي آخر. قد يحمل ألوان نادي ليون إذا بقي في فرنسا وفي هذا الإطار ومع تراجع مردود رياض، فإن نادي مرسيليا الذي يحظى بشعبية كبيرة ويتمتع بصحة مالية قد غيّر رأيه السابق عندما وضع بودبوز ضمن اولوياته، حيث حدد هدفا رئيسيا هذا الموسم يتمثل في الفرنسي ذي الأصول الجزائرية رومان حمومة، المحترف في صفوف نادي كان، إذ أن إدارة نادي الجنوب الفرنسي حددت معالم معركة الانتدابات الخاصة بالميركاتو الصيفي المقبل، وترى في حمومة اللاعب المناسب القادر على شغل منصب صانع الألعاب، وهو نفس المنصب الذي رشح له بودبوز لأكثر من مرة سواء العام الماضي أو منتصف هذا العام لكن تعنت إدارة نادي كان حالت دون انتقاله. وبين هذا وذاك، يبقى ثالث أكبر أندية فرنسا وأقواها في آخر عشرة أعوام أولمبيك ليون الاحتمال الأكثر لانتقال مدلل الخضر، حيث لا يزال النادي الفرنسي يصر على بودبوز وبشكل كبير رفقة زميله مارتن عارضا على فريقه 25 مليون أورو كمبلغ إجمالي لانتقال اللاعبين. الدوري الإسباني أو الإيطالي الأنسب لطريقة لعبه ومن خلال هذه المعطيات، يبدو أن نهاية الموسم الحالي ستكون حاسمة ومصيرية بالنسبة للنجم الجزائري، حيث أنه وفي حال سقوط سوشو وبقاء مستواه متذبذبا، سيجد صعوبات جمة في إيجاد النادي الذي يبعث من خلاله مشواره الاحترافي، خاصة وأنه يريد ارتداء قميص فريق أوروبي عريق، وبالتالي ستتضح معالم خارطة الطريق قبل نهاية العام الحالي ما إذا كان سيبقى في فرنسا أو سينتقل لخارجها لأن مصير بقائه في ناديه سوشو قد حسم، حيث أكد في العديد من المرات أنه سيغير الأجواء، وفي هذا الصدد. وحسب يومية "لوباريزيان" المهتمة بأخبار نادي العاصمة الفرنسية "باريس سان جيرمان"، فإن مالك الفريق الشيخ القطري يضع رياض بودبوز في الصف الثاني وراء اللاعب المغربي يونس بلهندة، صانع العاب متصدر الدوري الفرنسي نادي مونبولييه، كأولوية، حيث يأتي اهتمام النادي الباريسي بالدولي الجزائري نظرا لوضعية فريق سوشو الذي أصبح قريبا من السقوط، مما يعني أن الفريق يستحيل عليه الاحتفاظ باللاعب. هذا، وقد نصحه مقربيه بعدم البقاء في الدوري الفرنسي لكونه لا يصلح إلا للتكوين ومن الأفضل له الإنتقال إلى الدوري الفرنسي أو الإيطالي لأنهما يناسبان جيدا طريقة لعبه التي تعتمد على المهارات الفردية، في حين فإن الدوري الإنجليزي لا يساعده أيضا نظرا لاعتماده على اللياقة البدنية، وهذا رغم أمله في اللعب ضمن صفوف نادي انجليزي.