النفط سيرتفع نحو 75 دولارا قبل نهاية 2009، والعالم مستعد لتحمّل هذا السعر "العادل" قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، في اجتماعها، يوم الخميس المنصرم، بالعاصمة النمساوية "فيينا"، الحفاظ على مستوى إنتاجها الحالي من النفط دون تغيير، بعد جدل واسع دام أشهرا حول جدوى خفض جديد للإنتاج، وأثره على ارتفاع الأسعار. وعلل معظم أعضاء "أوبك" هذا القرار، بضرورة مساعدة الاقتصاد العالم على النهوض ومساعدته على التكيف على هذا الظرف الصعب، وعدم عرقلة الانتعاش الذي تعرفه معظم اقتصاديات الدول في الأشهر الأخيرة، حسب مندوبين في المنظمة. وقال وزير الطاقة والمناجم "شكيب خليل"، في تصريحات إعلامية، إن "أسعار النفط تستقر، بل وترتفع، فلماذا التغيير من مستوى الإنتاج؟". وصرح عدة مندوبين في المنظمة، التي استجابت على الأرجح لضغوط الدول الكبرى، بعد اجتماع "الثمانية الكبار" في روما قبل أيام، بأن أسعار النفط تتجه نحو الارتفاع قبل نهاية العام. وتوقع الأمين العام للمنظمة "عبد الله البدري"، أمس، أن تتراوح أسعار النفط بين 70 و75 دولارا للبرميل قبل نهاية العام الجاري. وصرح وزير النفط السعودي "علي النعيمي"، أن العالم بات الآن مستعدا لتحمّل سعر النفط بين 75 و80 دولارا للبرميل، وأنه قد يصل إلى هذا المستوى قبل نهاية العام، في إشارة إلى تعويل السعودية على انتعاش الطلب العالمي على النفط، بعد ظهور عدة ملامح لبداية عودة النمو في الاقتصاديات المصنعة. وفي الوقت الذي هنأت فيه قطر المنظمة بهذا القرار، قال المندوب الليبي إنه يتوجب على "أوبك" الامتثال لأهدافها. وقال وزير النفط الفنزويلي "رافايل راميريز"، أمس، إن الطلب على النفط يتحسن بالتدريج، وإن أسعار النفط سترتفع إلى نحو 70 دولارا للبرميل بحلول نهاية هذا العام، حسب ما ذكرته وكالة "رويترز". وأضاف الوزير "يبدو أن السوق تنتعش". غير أن إيران عبّرت عن قلقها من احتمال انخفاض أسعار النفط على المدى الطويل، بسبب زيادة العرض على الطلب في السوق. وكان مندوب إيران، "محمد علي خطيبي"، قبل أيام من الاجتماع، قد صرح بأن قرار الإبقاء على المستوى الحالي سيكون سياسيا ولا يخضع لأي منطق من السوق. ويبدو أن خطوة "أوبك" بعدم إجراء خفض جديد، ليست بكافية من وجهة نظر الولاياتالمتحدة، التي تعتبر أن الأسعار الحالية قد تعرقل نهوض اقتصادها، مما يدعوها إلى مواصلة الضغط للعمل على خفض الأسعار. وقال الرئيس الأمريكي "باراك اوباما"، أول أمس، إنه سيناقش قضية "أسعار النفط" في لقائه القادم مع العاهل السعودي "الملك عبد الله"، الأسبوع القادم، وأضاف أنه يعتزم أن يقول للملك إن "الزيادات الكبيرة لأسعار النفط ليست في مصلحة السعودية، وأن أي وضع يكون فيه الاقتصاد الأمريكي معتمدا أو متعثرا دائما بسبب قفزات ضخمة لأسعار الطاقة، لن يكون في مصلحة المملكة أيضا". وبعد اجتماع الخميس، فإن إنتاج المنظمة يبقى عند مستوى 24,84 مليون برميل يوميا، مع نسبة التزام تفوق 80 بالمئة من الحصص المقررة للدول الأعضاء. وكانت منظمة "أوبك" قد قررت قبل نهاية العام المنصرم، سحب 3,5 مليون برميل يوميا لمواجهة التراجع الحاد لأسعار النفط، وهي الطريقة التي ساهمت بشكل كبير في رفعها تدريجيا إلى غاية 63 دولارا، التي سجلت آخر الأسبوع. وتعتزم منظمة "أوبك" إجراء اجتماع تقييمي لأوضاع السوق يوم 9 سبتمبر القادم، قبل موعد اجتماعها العادي يوم 17 ديسمبر.