رفضت الجزائر أمس أية خطوة ترمي الى إعادة النظر في قرارات اجتماع وهرانبالجزائر المنعقد نهاية العام الماضي والذي أقر خفض الإنتاج، واعتبرت أن الأولوية تتمثل في احترام تلك القرارات وليس اللجوء الى اتخاذ أخرى جديدة. وعبر وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل لدى مشاركته في اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس بالعاصمة النمساوية فيينا عن معارضة الجزائر لقرار خفض الإنتاج الحالي للمنظمة بدعوى الحفاظ على استقرار الأسعار الحالية والمساهمة في تحسنها مع بروز مؤشرات خروج الاقتصاد العالمي من حالة الركود التي دخل فيها. وقال السيد خليل للصحافيين أمس بفيينا أن أي قرار للدول المصدرة للنفط بتخفيض الإنتاج لا يساعد إطلاقا على استقرار الأسعار في مستويات مقبولة بعد الانتعاش الذي عرفته في الأيام القليلة الماضية، وأوضح أنه من السابق لأوانه الحكم على قرارات وهران بأنها ساهمت في استقرار الوضع كون هناك دول لم تحترم ما تم إقراره في ذلك الاجتماع ولم تقدم على تخفيض نسبة الإنتاج كما تم الاتفاق عليه. ومن منطلق الخبرة التي يتمتع بها السيد خليل في مجال النفط، أشار الى أن الحكم على قرارات وهران دون التزام جميع الدول بذلك لا يعد إجراء صائبا وأصر على ضرورة احترام الحصص الإنتاجية المحددة. وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط حددت في اجتماع وهران شهر ديسمبر الماضي إنتاجها ب24.84 مليون برميل في اليوم، أي بخفض الإنتاج ب4.2 مليون برميل يوميا غير أن القرار لم يُحترم من قبل كل الأعضاء، حيث قدرت نسبة الاستجابة له بقرابة 80 بالمئة. وجاءت تصريحات وزير الطاقة والمناجم والرئيس السابق للأوبك في سياق جدل واسع عرفه الاجتماع بين مؤيد ومعارض لقرار الإبقاء على الإنتاج الحالي، وانقسمت الدول على نفسها وراح كل واحد يضغط في اتجاهه. ودافع وزير الطاقة والمناجم عن موقف الجزائر، وتوقع أن تعرف أسعار النفط طريقها نحو الارتفاع من جديد مع "بداية العام المقبل"، وربط توقعاته تلك ببروز مؤشرات الانتعاش الاقتصادي، والتماس نتائج قرار تخفيض الإنتاج المتخذ في اجتماع وهران. وقال السيد خليل في رده على أسئلة للصحافيين بفيينا "ان الاقتصاد يبدو في الاتجاه الصحيح والأسعار تقاوم... ونعتقد ان الاقتصاد سيتحسن... وأن سعر برميل النفط سيحافظ على مستواه الحالي الذي يقارب 70 دولارا للبرميل. وتعمل الجزائر رفقة العديد من الدول على الحفاظ على سعر برميل النفط بمستوى بيع يتراوح ما بين 70 و80 دولارا للبرميل، وذلك بهدف المحافظة على مصالح الدول المصدرة من خلال تشجيع الاستثمار، وحذرت من أن انهيار الأسعار سيؤدي الى تراجع الاستثمارات مما يؤدي على المدى القريب الى تأثر أسعار النفط بشكل كبير بسبب قلة الإنتاج. وحسب السيد شكيب خليل، فإن الأسعار الحالية لسعر برميل النفط والتي تتراوح ما بين 66 و68 دولارا للبرميل تبقى مقبولة بالنظر الى الوضع الاقتصادي العالمي، وتوقع انتعاشها العام القادم في في حال تم ضبط السوق بالطريقة المطلوبة ووفقا للمعطيات الميدانية، مشيرا إلى أن الانتعاش الحالي في الأسعار يعود بالأساس الى عامل المضاربة.