ارتفاع أسعار أغذية الأنعام يهدد مستقبل تربية الدواجن بوهران وفي لقاء مع أحد المربين ببلدية طافراوي، أكد أن أسعار أعلاف الدواجن قد شهدت ارتفاعا خياليا فاق 3500 دينار للقنطار الواحد للعلف الحيواني من مادة الصوجا والتي كانت لا تتجاوز 2000 دج،الأمر الذي جعل مربي الدواجن يرفعون السعر من 150 دج إلى 250 دينار للكلغ الواحد من لحم الدجاج غير المذبوح، بالموازاة مع سعر البيض الذي تراوح ماب ين 12 إلى 14 دينار للبيضة الواحدة. وقد صرح مربون بالبلديات النائية لولاية وهران بأن نشاط تربية الدواجن بدأ يعرف تراجعا ملموسا بسبب أزمة ارتفاع الأسعار الفاحش غير المسبوق وعدم استقرار أسعار الأعلاف خلال الأشهر الماضية، حيث لم يخف المربون قلقهم إزاء الوضع الراهن بعد أن أضحى نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي المتمثل في تربية الدواجن مهددا بالزوال، وقد تخلى الكثيرون منهم عن هذه المهنة بعدما تفاقمت ديونهم وأحيلوا على الإفلاس، لاسيما الفترة التي ذاع فيها انتشار داء أنفلونزا الطيور، الأمر الذي جعل الكثير من المربين يغلقون أبواب مداجنهم خوفا من الداء. وفي ظل هذه الأزمة، يلجأ بعض المربين وأمام غلاء الأعلاف وارتفاع أسعارها إلى استعمال طرق تحايلية، منها خلط العلف بمادة النخالة قصد تسمين دواجنهم بسرعة ومن ثم ذبحها وعرضها في الأسواق. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الباعة طالما ينقلون الدجاج وسط ظروف غير صحية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة منها عبر المداجن. ويبقى السؤال مطروحا حول ارتفاع سعر اللحوم البيضاء، إلى جانب السؤال عن غياب المساعدات المادية التي تدخل في إطار برامج التنمية الريفية، والشروط التعجيزية التي تضعها المؤسسات البنكية للحصول على قروض التموين لتوسيع دائرة تربية الدواجن غير المدعمة، والمهددة بالتوقف عن الإنتاج إن عاجلا أو آجلا في حالة ما إذا لم تتدخل الوصاية لرفع الغبن من هؤلاء المربين.