50 بالمائة من المربين توقفوا عن النشاط، ومجمع "أفيكولا " مهدد بالغلق عرفت مؤخرا اللحوم البيضاء ارتفاعا ملحوظا في السعر، و صل معه الكيلوغرام الواحد إلى 220 دينار، فيما كان يقدر ب 160 دينار للكيلوغرام الواحد منذ أيام قليلة، وذلك جراء ارتفاع المواد الأولية في السوق الدولية وتأخر السلطات العمومية في دعمها على غرار باقي المواد، الى جانب تزامنه مع المناسبة الدينية المولد النبوي الشريف، حيث يكثر الطلب على مختلف أنواع الدواجن.. توقفت " النهار" أمس عند بعض بائعي اللحوم البيضاء بسوق علي ملاح ببلدية سيدي محمد لتحسس سبب حمى ارتفاع السعر بشكل مفاجئ، وكانت الإجابة واحدة تشير الى أنهم أبرياء من هذه الزيادة، إذ قال احد البائعين انه "اشترى السلعة بسعر مرتفع من المربي الذي أصبح مؤخرا لا يوفر الكمية المطلوبة، و حتى وأن توفرت قال يكون سعرها مرتفعا و ليس في متناول الجميع"،موضحا أن الكيلوغرام الواحد "كان يقدر ب90 دينارا في سوق الجملة لكن اليوم وصل إلى 120 دينار كلغ"، مضيفا أن البائع تضرر هو أيضا من ذلك الارتفاع الملحوظ في السعر، "ففي السابق كان يبيع 200كلغ في اليوم الواحد، وأصبح اليوم لا يبيع سوى 50 كلغ". ومن جهة أخرى، ربط بعض الزبائن الذين اقتربنا منهم لأجراء استطلاعنا هذا، ظاهرة الارتفاع المفاجئ في سعر اللحوم البيضاء و غيرها من المواد الاستهلاكية تأتي تزامنا مع كل مناسبة دينية. 50 بالمائة من مربي الدواجن توقفوا عن النشاط أكد الأمين الوطني المكلف بالإنتاج النباتي و الحيواني بالاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ، دراوي عمر، أن 50 بالمائة من مربي الدواجن توقفوا عن النشاط جراء ارتفاع سعر المواد الأولية لأغذية الأنعام في السوق العالمية ، والمتمثل في مادتي الذرة و الصوجا التي تدخل في تركيب غذاء الدواجن، موضحا أن الجزائر لا تنتج الأغذية الحيوانية بل تستوردها ما عدا زراعة الشعير و بكمية قليلة جدا، والذي يستغل لإطعام الدواجن في بعض الحالات ، مشيرا الى أن المربيين الذين لا يزالون يتابعون نشاطهم هم أيضا يعانون من مشكل ارتفاع الأسعار في أغذية الدواجن و الأعلاف، حيث قال " أن المربي الذي كان يملك 25 ألف دجاجة أصبح اليوم لا يملك أكثر من 5 ألاف دجاجة فقط"، معتبرا أن ضحية ارتفاع الأسعار هما المربي والمواطن معا . وذهب الأمين الوطني في حديثه المثير حول جنون سعر اللحوم البيضاء جراء ارتفاع أسعار أغذية الدواجن، الى ان السعر وصل مؤخرا إلى 4 آلاف دينار للقنطار بينما كان لا يتجاوز سعره 2700 دينار" ، وأوعز ارتفاع السعر إلى عدم تدخل الحكومة في الوقت المناسب لدعم قطاع تربية الحيوانات بصفة عامة. وكشف المتحدث عن مبادرة "الاتحاد بدراسة تقنية تخفض من السعر وتسمح للمربي من متابعة نشاطه كالسابق"، و أوضح أن " الاقتراح يعتمد على إلغاء قيمة الرسوم الضريبية والمقدرة ب 17 بالمائة للقنطار الواحد المفروضة على المواد الأولية التي تستورد من الخارج ". من جهة أخرى، أشار نفس المتحدث الى أن الدواجن تحتاج أيضا إلى فيتامينات وأدوية عديدة ترافق تغذيتها بشكل وثيق ومضبوط ، عرفت هي أيضا ارتفاعا رهيبا في السعر، حيث قال "أن الدواء الذي كان يقدر ب ألف دينار أصبح اليوم يقدر ب9 ألاف دينار". يستعملون القمح والفرينة كبديل لتغذية الدواجن كما التقت " النهار" بأحد المربيين ببودواو كان يشكو هو أيضا من ارتفاع سعر أعلاف الحيوانات، و أشار الى أنه في السابق كان منتوج "النخالة" لا يباع وتؤخذ مجانا على هامش عمليات الطحن، و اليوم وصل سعرها إلى 4 آلاف دينار للقنطار ، مضيفا أن النخالة تستعمل أصلا كإضافة بكمية قليلة للمواد الأخرى لإنتاج الغذاء المركز ،و التي وصل سعرها هي أيضا إلى 4 ألاف دينار للقنطار الواحد، و قال المربي أن البعض منهم أصبحوا يستعملونها كمادة أساسية، مشيرا الى انه أصبح مثل الكثير من المربيين يطعمون الدواجن بالقمح ، مبررا ذلك بأن القمح و الفرينة اليوم هما اقل سعر من الأعلاف و أغذية الدواجن لأنه مدعم من طرف الدولة. وتشير المعطيات الى أن حمى ارتفاع أسعار المواد الأولية أمتدت من المربين الصغار الى تهديد مجمع "أفيكولا" ببلدية الحطاطبة بتيبازة ، و هو من أكبر منتجي الدواجن للاستهلاك وإنتاج البيض، حيث يعرف المركب تذبذبا في الإنتاج بسبب الأزمة المالية التي يعرفها نتيجة الديون المتراكمة عليه و ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الأولية في السوق العالمية والمعتمدة في تربية الدواجن الموجهة للاستهلاك وإنتاج البيض. ولم تقتصر الوضعية على الإنتاج فقط ، بل انتقلت الى تهديد مصير العمال أنفسهم، بعدما أصبح مصيرهم مهددا بالطرد في أية لحظة، وفي حالة ما إذا لم يحل المشكل في أقرب وقت بتدخل الحكومة بدعمه وأسعار المواد الأولية ، سيجد المجمع نفسه مضطرا الى غلق بعضا من وحداته.