70 بالمائة من الشباب الجزائري غير راض على الجهود الحكومية في مجال التشغيل كشف سبر للآراء، قام به المعهد العالمي "غالوب" مؤخرا، حول فرص العمل في الدول العربية، أن 70 بالمائة من الشباب الجزائري غير راض على الجهود الحكومية المبذولة لرفع عدد فرص الشغل. وكان معهد "غالوب" قد قام رفقة المؤسسة "صلتك" بإنجاز دراسة استطلاعية حول فرص العمل والمناخ الاقتصادي في الوطن العربي، شملت أكثر من 8500 شاب من عشرين دولة، قام بعرض نتائجها في قمة الدوحة في الثامن من جوان الجاري. وبحسب التقرير المشترك "لصلتك" و"غالوب"، فإن 25 بالمائة من الشباب الجزائري بين 15 و29 سنة، يعتبر أنه للحصول على "وظيفة" ينبغي المرور على "واسطة" أو ما يطلق عليه في الجزائر "بالمعرفة"، في إجابة حول سؤال عن العوائق التي تعترض الشباب للحصول على منصب عمل ووضع أول لبنة لتأسيس عائلة. ويعتبر معظم الشباب الجزائري أن "البيروقراطية" والفساد الإداري أكبر المشاكل أمام الحصول على مناصب العمل الملائمة لهم، حيث قال 23 بالمائة من المستجوبين فقط أن الإجراءات الإدارية اللازمة لإنشاء مشروع خاص بهم "أمر سهل". وقال 46 بالمائة من المستجوبين أنهم يرغبون في العمل لحسابهم الخاص، مقابل 15 بالمائة فقط أبدوا رغبتهم في العمل لدى القطاع الخاص، و32 بالمائة يرغبون بالعمل في الوظائف الحكومية. وأعرب الشباب الجزائري بنسبة 46 بالمائة أنه لن يتردد في الهجرة إلى بلد آخر، إذا توفرت فرصة عمل مناسبة. وبخصوص الشباب الذي سبق له وأن رفض عرض عمل، أوضح 48 بالمائة منهم أن السبب الرئيسي وراء ذلك يكمن في ضعف مستوى الأجر المقترح في العرض، بينما أرجع 20 بالمائة منهم ذلك إلى كون المنصب المعروض "غير مهم". وقال 58 بالمائة من الشباب الجزائري المستجوب أنه غير راض عن مستوى حريتهم في اختيار الحياة التي يرغبونها. وقدر التقرير المشترك "لصلتك" و"غالوب" نسبة الشباب الجزائري بين 15 و29 سنة الذين لديهم منصب عمل يومي قار (plein-temps) ب 27 بالمائة فقط، في حين يشغل 12 بالمائة مناصب عمل جزئية (بالساعات) أو مرحلية. وينتمي 29 بالمائة من هذه الشريحة إلى فئة الطلاب الجامعيين، بينما تبقى نسبة 32 بالمائة عاطلة من دون منصب شغل ولا مقعد في معاهد أو جامعات الجزائر. وتعتبر هذه النسبة الأخيرة، من أفظع النسب عربيا، بعد كل من اليمن بنسبة 49 بالمائة، والمغرب ب41 بالمائة، وفلسطين والعراق والسودان ب36 بالمائة لكل منهما، وكذا مصر بنسبة 33 بالمائة. وسجلت الجزائر أكبر نسبة من المشتغلين في الأعمال الحرة بين العرب، بنسبة 46 بالمائة، مقابل 32 بالمائة تشتغل في الوظائف الحكومية، و15 بالمائة في القطاع الخاص، بحسب التقرير. وفي أول تقرير شامل عن مواقف الشباب في الوطن العربي، أوضح معهد "غالوب" أن قلة فقط من المجيبين الذين شملتهم الدراسة عبروا عن ارتياحهم للجهود التي تقوم بها مختلف الحكومات لزيادة عدد الوظائف. وقد جاءت نتائج الدراسة مقسمة على ثلاث مجموعات، الأولى تشمل شباب دول الخليج النفطية، الذين أبدوا رضاهم عما يبذل من جهود في قطاع التشغيل، بنسبة 69 بالمائة في الإمارات العربية، 65 بالمائة في قطر، 53 بالمائة في السعودية. وتضم المجموعة الثانية من النتائج الدول العربية غير البترولية التي استطاعت تحقيق نمو اقتصادي لافت من خلال تنويع مواردها الاقتصادية، مثل تونس التي عبر شبابها عن ارتياحهم للجهود الحكومية بنسبة 50 بالمائة، والأردن بنسبة 48 بالمائة، وسوريا ب47 بالمائة. وتأتي في مؤخرة الترتيب دول جنوب الوطن العربي، وبعض الدول التي تعيش أزمات سياسية واقتصادية ودولية، مثل لبنان التي لم يبد شبابها رضاهم عما تبذله حكوماتهم في مجال التشغيل سوى بنسبة 22 بالمائة، وموريطانيا بنسبة 22 بالمائة، وفلسطين بنسبة 23 بالمائة، واليمن والسودان وجزر القمر بكل من 33 و31 و32 بالمائة، على التوالي. غير أن اللافت في الأمر أن الإجابات في الجزائر، وهي دولة نفطية بامتياز، جاءت مشابهة لنظيرتها في المجموعة الثالثة التي تشمل دول الأزمات كلبنان، والسودان، وفلسطين !! وتقاسم نفس هذه الوضعية مصر التي لم تتعد نسبة الرضا فيها 28 بالمائة. وركز معهد "غالوب" في تقريره على أهمية فحص المواقف العامة حول التشغيل، والحواجز التي تحول دون المشاركة في سوق العمل، خاصة وأن 30 بالمائة من سكان الوطن العربي تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة. وبحسب البيانات الديموغرافية، فإن 100 مليون نسمة من الشباب العربي سيكونون على أبواب دخول سوق العمل في العقدين القادمين.