فيما تعلن القوات الفرنسية والمالية تقدمها باتجاه مدينة "غاو" كشفت تقارير استخباراتية أوروبية أن "أبو زيد"، زعيم تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، فر من القوات الفرنسية في مالي. وقالت مجلة "فوكوس" استنادا إلى سكان في مدينة ديابالى المالية، إن "أبوزيد" ومقاتلين آخرين كانوا يقيمون في مدينة ديابالى الواقعة على مسافة 400 كيلومتر شمال شرق العاصمة باماكو، لكنهم غادروا المدينة قبل 3 أيام من اقتحام الفرنسيين لها. وأضافت هذه المصادر أن هؤلاء المقاتلين كانوا يحتمون داخل مساكنبالمدينة قبل أن تشن القوات الفرنسية هجومها. من جانبه، قال ضابط مالى إن هؤلاء المقاتلين سرقوا من أحد المخازن العسكرية أسلحة و25 عربة. وتشن القوات الحكومية في مالي بمساعدة القوات الفرنسية حملة على إسلاميين متشددين لإنهاء سيطرتهم على الجزء الشمالي من البلاد. وقالت مصادر مطلعة إن القوات الفرنسية والمالية تقدمت أمس باتجاه مدينة "غاو" معقل الإسلاميين في شمال شرق البلاد، واستعادوا مدينة هومبوري الإستراتيجية، في الوقت الذي استبعد فيه رئيس وزراء فرنسا فرضية "غرق" بلاده في مستنقع مالي، اين جاءت هاته العملية كرد على تفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجرية الذي تستخدمه قوات الائتلاف الإفريقي. وقد زحف الجنود الفرنسيون والماليون نحو شمال مالي باتجاه مدينتي غاو وتومبكتو، في حين تحدثت معلومات عن وضع أكثر صعوبة يعيشه سكان هاتين المدينتين، كما أوضح مصدر أمني مالي أن قوات التحالف سيواصلون تقدمهم باتجاه غاو التي تعرضت إلى جانب ضواحيها لغارات جوية. إذ وبعد مرور نحو أسبوعين من التدخل الفرنسي في مالي، ازدادت المخاوف من أن باريس تكون قد تورطت في صراع يشبه ذلك القائم في أفغانستان، ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت إلى استبعاد أي "خطر بخصوص غرق فرنسا في المستنقع المالي"، حيث أكد بأن "الأهداف" التي حددتها بلاده في مالي "تمّ تحقيقها واحترامها"، مضيفا أن "البعثة الدولية الإفريقية بدأت تنتشر لتحل مكان القوات الفرنسية".