قالت مصادر مطلعة أن القوات الفرنسية والمالية تقدمت أمس باتجاه مدينة " غاو " معقل الإسلاميين في شمال شرق البلاد، واستعادوا مدينة هومبوري الإستراتيجية، في الوقت الذي استبعد فيه رئيس وزراء فرنسا فرضية "غرق" بلاده في مستنقع مالي، أين جاءت هاته العملية كرد على تفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجرية الذي تستخدمه قوات الائتلاف الإفريقي. وقد زحف الجنود الفرنسيون والماليون نحو شمال مالي باتجاه مدينتي غاو وتومبكتو، في حين تحدثت معلومات عن وضع أكثر صعوبة يعيشه سكان هاتين المدينتين، كما أوضح مصدر أمني مالي أن قوات التحالف سيواصلون تقدمهم باتجاه غاو التي تعرضت إلى جانب ضواحيها لغارات جوية. إذ وبعد مرور نحو أسبوعين من التدخل الفرنسي في مالي ازدادت المخاوف من أن باريس تكون قد تورطت في صراع يشبه ذلك القائم في أفغانستان، ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت إلى استبعاد أي "خطر بخصوص غرق فرنسا في المستنقع المالي"، حيث أكد بأن "الأهداف" التي حددتها بلاده في مالي "تمّ تحقيقها واحترامها"، مضيفا أن "البعثة الدولية الإفريقية بدأت تنتشر لتحل مكان القوات الفرنسية ". و- حسب إيرولت- كان " الهدف الأول " من التدخل الفرنسي بمالي "منع تسلل المجموعات الإرهابية إلى باماكو من الانتشار في قلب إفريقيا، وحثها على التراجع ومن ثمة "إجبارها على المزيد من التقهقر ومحاربتها"، معتبرا أن "تنظيم عملية الانتقال السياسي في مالي" من الأهداف المحددة وأن على "أوروبا تطبيق برنامج تنموي" في مالي للخروج من محنتها.