إسدال الستار على الأسبوع الثقافي لولاية معسكر بأم البواقي وقد تميز أسبوع القافلة الثقافية لولاية معسكر بعدة عروض شملت اللباس التقليدي كالقشابية البرنوس والألبسة النسائية إلى جانب عرض مختلف الصناعات التقليدية الحلفاء ،الفخار، الزرابي، و بعضا من الأثاث المنزلي، خاصة ما تعلق بقاعات الضيوف ناهيك عن عرض السيوف والسروج ، التي ترمي ولأعمق حد الى تأصيل البطولات النضالية لدى أهالي "أم العساكر" وهو الإسم القديم الذي كان يطلق على معسكر خلال الدولة الراشدية وهو الإسم الذي كانت تحمله معسكر ما بين القرن الخامس و السابع هجري، استنادا الى مؤسسها "راشد بن مرشد القرشي" ولم تخل الحقيبة الثقافية لمعسكر من العروض المسرحية وتقديم بعض الأغاني المستنبطة من تراث المنطقة وباقي المناطق المجاورة ،أين كان جمهور أم البواقي على مواعيد متفرقة مع العديد من الجمعيات والفرق المسرحية منها "جمعية الشروق" التي أمتعت الجمهور بعرض مسرحي بعنوان "صرخة فنان" إضافة إلى فرق أخرى تؤدي الطابع الفولكلوري كفرقة "نسيم الليل" لدائرة باريڤو المحمدية والتي أبدعت في الصدح بأغاني مستوحاة من الفولكلور المغربي إلى جانب الموشحات الأندلسية التي أدتها وبتفان "جمعية المغديرية للطرب الغرناطي" وضمن هذا التميز والتمازج الثقافي لم يهمل جمال المعنى والذي استساغ ليلقى شعرا ،حيث كان لشعراء أبناء القيطنة لقاء مع أدباء عين البيضاء الذين استقبلوا ضيوفهم بالمركز الثقافي "الأمير خالد"، أين أوقعوا من عذب الكلام صرخات لفظية امتزجت بما جادت بها قريحة أبناء معسكر. من جهته مدير الثقافة بمعسكر "جمال فوغالي" حل هو الآخر من خلال الجناح الخاص بعرض الكتب التي شملت مؤلفات "فوغالي" القصصية ك " أزمة النسخ الآتية"، و "الكراسي الشرسة" إضافة إلى مجموعة من النصوص مثل كتاب "الأشواق"،"حرائق الروح"، مجد الأمكنة"، وكتاب "الإيمان" ،كما حاضر الدكتور "جلول جيلالي " بالمكتبة الجهوية بأم البواقي حول تصوف الأمير عبد القادر . بهو دار الثقافة "نوار بوبكر" وعلى غير العادة استضاف ولأول مرة شخصية الأمير عبد القادر وذلك من خلال العديد من اللوحات التشكيلية بالإضافة إلى الصور والمطويات ومجموعة من المراسلات النضالية وأخرى شخصية والتي تعد إحدى البصمات الخالدة التي تركها الأمير عبد القادر لتروي للأجيال عظمة الرجل صانع البطولات،كما كان عبد القادر حاضرا بين صفحات نحو ثلاثين كتابا، جل هذه الكتب التي بعيت منها الكثير من النسخ تتحدث عن المسيرة النضالية والمشوار البطولي ل"الأميرعبد القادر". ولم تتخلف القافلة الثقافية لمعسكر عن العديد من الربورتاجات المصورة منها التي تتعرض لتعريف دقيق للولاية مع تبيان لبنات معسكر الاجتماعية ،التاريخية، وحتى الثقافية وربورتاجات أخرى تطرقت وبكثير من التفصيل الى عملية نقل رفات المجاهد ومؤسس الدولة الجزائرية "الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري" من سوريا الى مسقط رأسه بمعسكر، إذ كان ذلك في يوم 04 جويلية 1966 تزامنا والذكرى الرابعة لعيد الاستقلال.