غالبا ما تفتح أروقة خاصة للفن بالجزائر العاصمة، ولكنها لا تنجح كلها في البقاء طويلا أوفي مزاولة نشاطاتها بشكل منتظم، حسب أصحاب هذه الأروقة الذين يرجعون ذلك إلى اعتبارات تجارية محضة. وفي جوان 2012 فتح رواق "لوكو ليبري" (الطنان) أبوابه في شارع محمد الخامس بقلب العاصمة وأشهر من قبل أغلقت أروقة أخرى أبوابها وهي "لوغاراج" (المستودع) بعد سنة من الوجود بدالي إبراهيم. وقبلها "آر اون ليبارتي" (الفنون في حرية) و"ايسباس نون" (فضاء نون) وهي مكتبة أيضا و"توب اكشن"، وغيرها من الأروقة التي توقفت عن النشاط في حين بقيت أخرى تعمل بوتيرة بطيئة مثل رواق "أسماء" لرياض الفتح، وبالتالي يبقى عدد الأروقة العاملة في الجزائر العاصمة بشكل منتظم قليل جدا. واعتبر الفنان التشكيلي فريد بنيعا الذي أنشأ رواقه سنة 2000 وخصصه لعرض أعماله فقط: "أن هناك أروقة فنية تفتح وأخرى تغلق، وبالتالي فالتحدي الواجب رفعه هو البقاء طويلا. ومع غياب سوق للفن ليس هناك مشترين للأعمال الفنية، سواء من جانب الدولة أو الخواص من أجل تشجيع الإبداع الفني". وأغلقت أروقة "لوغاراج" التي ولدت من حلم بعيد لفنانة تشكيلية شابة بسبب قانون السوق التجاري الذي اعترض طريق الفنانة جنان زولا التي طالما أرادت وضع فضائها في خدمة فنانين آخرين. وتقول هذه الفنانة العصامية "لم أفرض نسبة من مبيعات الفنانين، لأنني كنت أسعى إلى التعريف برواقي. ولكن بعد مرور سنة، أرغمت على غلق الباب بعد أن نفذت كل مدخراتي في الكراء" مضيفة أنها لم تندم على هذه التجربة. واسترسلت قائلة "من أجل البقاء طويلا في هذا الوسط يجب التوفر على أموال سنتين أوثلاثة من اجل الكراء"، مشيرة إلى مثال إحدى زميلاتها أرغمت على غلق رواقها بعد مرور شهر واحد فقط عن فتحه. فتح رواق للفن هو مخاطرة واعتبر مسير رواق "آر 4 يو" الذي افتتح منذ أربع سنوات ليس بعيدا عن "ساكري كور" بوسط مدينة الجزائر "إن فتح رواق للفن في بلدنا هو مغامرة، لأن بيع ساندويتشات كل يوم احسن من لوحة فنية". ويستطيع رحمان بلعلي العيش اعتمادا على فنه بفضل نسبة الفائدة (30 بالمائة) التي يحصل عليها من بيع لوحات العارضين وكذلك بفضل خدمة تأطير اللوحات التي يقترحها. وشهد الرواق مرور العديد من الفنانين التشكيليين المعروفين في الساحة الفنية الجزائرية وصاحبها سعيد جدا كون العديد من الفنانين الشباب اختاروا رواقه لتنظيم معارضهم الأولى. وقال المتحدث المولع بالرسم انه "مع غياب سوق منظمة للفن أضحى كل فنان ينظم نشاطه حسب مقدوره"، معربا عن دهشته من الفنانين الذين لا يتقبلون مبدأ حصول صاحب الرواق على حصته من الفوائد على المبيعات مثلما هو معمول به في كامل العالم". وتعتبر "دار الكنز" من بين الأروقة الأكثر نشاطا، حيث تسيرها السيدة غليمي زهية التي تأسفت لكون الفضاءات مثل رواقها لا تجلب الزوار سوى خلال تدشينها. وهي أيضا تستحب لوأن هيئات مثل البنوك وشركات التامين والوزارات أوغيرها تلعب دور نصير الفنون من خلال اقتناء الأعمال الفنية. وأخيرا، نجد مثالا ربما يجب الاقتداء به: فمن الواضح أن المجانية التي يمنحها للعارضين رواق "ازوآر غالري" هي التي تمكن هذا الفضاء من تسطير برنامج شهري تقريبا وأن حوالي 200 فنان عرضوا فيه منذ افتتاحه في أوت 2010. وأوضحت مسؤولة هذا الرواق التجديدي السيدة نقاز زهية أن "الإدارة هي التي تتكفل بمصاريف اللمجة ووضع اللوحات والإلصاق وغيرها والهدف المرجوهوتشجيع الموهوبين الشباب".