أعلن كلٌّ من المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية الأفغانية، حميد كرزاي وأكبر منافسيه عبد الله عبد الله فوزه بالانتخابات. حيث تقدم كرزاي في الانتخابات، بحصوله على أكثر من 50% من الأصوات. وهو الأمر الذي دفع بمنافسه عبد الله عبد الله لاتهام معسكر كرزاي بتزوير النتائج والتلاعب بالأصوات في الانتخابات الرئاسية والتي جرت وسط أوضاع أمنية متدهورة، لا سيما بعد تنفيذ حركة طالبان وعيدها وقصفها للعاصمة كابول بوابل من الصواريخ، أسفرت عن خسائر جسيمة في صفوف قوات الجيش الأفغاني المدعوم من طرف قوات الاحتلال الأمريكي . يرى المحللون السياسيون أن الانتخابات الرئاسية، لم تكن حرة ونزيهة، وهذا باعتراف منظمة 'الانتخابات الحرة الامريكية والتي وجدت أدلة دامغة على التزوير قبل بدء العملية الانتخابية. خاصة بعد اكتشافها دفع رشاوى عديدة لشيوخ قبائل لشراء أصوات اتباعهم. كما أفرزت هذه الانتخابات أفرادا لهم تاريخ حافل في انتهاك حقوق الإنسان والاتجار بالمخدرات، حيث أشارت وسائل إعلامية إلى أن تسعين في المئة من المخدرات في الأسواق الأوروبية هي أفغانية بالأساس، وتعود عوائدها، إلى " تجار " الحرب لا سيما أفراد عائلة الرئيس كرزاي المدعوم من طرف أمريكا وحلفائها. وهذا حسب ما كشفته بعض الوسائل الغربية وكذا تحالفه مع" تجار " الحرب الذين تحالف معهم في الانتخابات الحالية، لدعمهم ومساندتهم وهؤلاء مدانون بجرائم ضد الإنسانية، فضلا عن انخراط معظمهم في عمليات تهريب الهيروين والأفيون. ويؤكد المحللون أن الدول الغربية التي انفقت مئات المليارات من الدولارات في أفغانستان من أجل مصالحها الموجودة هناك، وجدت نفسها أكبر خاسر في المنطقة بدليل مقتل أكثر من ألف جندي من أبنائها حتى الآن ، على أيدي عناصر حركة طالبان التي أضحت قوة يحسب لها ألف حساب، وهذا باعتراف كبار القادة العسكريين للحلف، حيث أكد أحدهم أن طالبان أصبحت أكبر تحد عسكري يواجه قوات الحلف، الأمر الذي دفع بقوات الحلف إلى تغيير استراتيجية الحرب وكذا جلب إمدادات عسكرية إلى أفغانستان . وأمام الهزيمة النكراء التي منيت بها قوات الحلف، وجدت الدول الغربية نفسها أنها تقدم كل هذه الاستثمارات الباهظة التكاليف إلى رئيس شهدت فترة حكمه، أكبر فساد تعرفه البلاد. هذا الأخير الذي عقد تحالفا مع رشيد دوستم القائد الأوزبكي، والمعروف عنه بارتكابه العديد من الجرائم عندما كان قائداً للجيش، ليظطر بعدها إلى الهروب من البلاد واللجوء إلى تركيا، إلا أن كرزاي سمح له بالعودة، مقابل دعمه ضد خصومه في الانتخابات. الانتخابات الأفغانية الأخيرة، لن تحدث أي تغيير في أوضاع البلاد، لا سيما مع تقدم حركة طالبان على مختلف الجبهات، ونجحت مؤخرا ليس فقط قصف العاصمة كابول فحسب، بل في قصف القصر الجمهوري الذي يحتمي فيه كرزاي نفسه. لتبطل مزاعم الحكومة الأفغانية القائلة بأنها تكاد تقضي على طالبان، وعليه الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن يقف وراءها سقطوا في المستنقع الأفغاني، وهي التي كانت راهنت على أن هذه الانتخابات الرئاسية هي بمثابة مخرج لها للانسحاب من البلاد .