"رابعة العدويّة" اسم على مسمّى ، واحدة من أبرز مرشدات الجزائر عرفتها مساجد الأغواط موجهة و معلمة لكتاب الله ،واعتزت بها محافل الحلقات بالذكر والدروس تعلم أصول الفقه والعقيدة وعلوم القرآن وما يتعلق بالشريعة ، فذّة مؤثّرة تأخذ بمجامع القلوب مقتحمة إياها قبل العقول سواء مما وفقها الله في اصلاح ذات البين حيث يقصدها الكثير من الناس من أجل حل قضاياهم و مشاكلهم الاجتماعية لمكانتها وصيتها و جرأتها ولينها في الحق . تألقت بمساجد ولاية الأغواط وإذاعتها المحلية والإقامة الجامعية ومراكز التكوين وحتى مراكز إعادة التربية التي تتباع فيه السجينات باستمرار إلى جانب هذا وذاك تساعد العوائل المحتاجة تشجع و تعلم النساء كبارا وصغارا في أمور دينهم ودنياهم ، ذات قلب متحرق إلى كتاب الله وشرح تعاليمه بعيدا عن جهالة التقاليد والتقليد ، المحصّن بالعلم والمعتز بالدراية والوعي بعيدا عن كل غلو أو تفريط ، تنال دعما ورضوان خاصا من ربها وبعلها وهي ربّة بيت ناجحة وأم لثلاث أكبرهم تحفظ القرآن كاملا ، و "رابعة" ابنة لأسرة جد راقية ومحافظة والدها الشيخ "العلمي الحاج علي" –رحمه الله -المعروف ب"جغاب" أحد أعلام المنطقة خريج الزيتونة سنة 1955 والتحق بالثورة كمسبل قبل أن يحقق هدفه في نيل العالمية بالأزهر الشريف اختار لها اسم "رابعة العدوية" هكذا بعد أن عكف ليلة كاملة متأملا في كتاب يروي القصة الحقيقية للمرأة الصالحة "رابعة العدوية" التي استحدثت نظرية خاصة انفردت بها في الزهد وحب الله . هذا ما يلتمسه كل من عرف أو سمع عن رابعة العدوية الجزائرية في هذا الزمان و العصر المليئ بالفتن، و"العدوية" هكذا تعرف عند أهالي مدينة الأغواط ،متحصلة على شهادة ليسانس في العلوم الشرعية من الجامعة الجزائرية ، ثم "دبلوم دراسات عليا" بالقاهرة ، و حاليا تشرف على انهاء رسالة الماجستير ،درّست الشريعة للمستوى الثانوي ، إلّا أن طموحها في اتباع منهج والدها "جغاب" كان أوسع من أن تقيّده برامج كلاسيكية فانتقلت إلى العمل كمرشدة بنظارة الشؤون الدينية بما تعادل درجة "إمام أستاذ رئيسي" أين كلفت مؤخرا بمتابعة معلمات القرآن المتطوعات. قلّ أن تجد شخصا نشطا تجاوز حد مهنته إلى العمل التطوعي الذي قد يجلب الكثير من المتاعب خاصة كونها امرأة ، من أجل النهوض بعمل انساني أو خدمة بعض الحالات الاجتماعية ، بحيث أخذ نشاطها طابع الحركة التوجيهية وتنوير النساء والبنات شقت منذ بداية طريقها تدريس القرآن وعلومه إلى حد الساعة ، رافضة مبدأ التحفيظ الجاف خوفا من "ربّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"، موضحة "للأمة العربية" أنها تفضل التكوين التربوي والخلقي تزامنا مع تحفيظ القرآن الكريم الذي اعتبرته حملا ثقيلا ، كما تأثرت بمنهجية أبو القاسم كيرد في تحفيظ القرآن التي اعتبرتها أحسن الطرق لحد الآن ، وأضافت أنها تحبذ التواصل مع الطالبات وسط جوحميمي ملأه الحنان ، من شأنه أن يعدّ جيل يقدم الصورة الحسنة لحاملة القرآن "الأم مدرسة إن أعددتها ، أعددت شعبا طيب الأعراق" بلغت حلقتها المواضبة في البداية إلى 60 طالبة كما تخرج على يديها مؤخرا 9 حافظات للقرآن سينظم لهم المسجد حفلا خاصا خلال شهر رمضان الكريم ، وللاشارة كلهن جامعيات في مختلف التخصصات العلمية ،و هنّ الآن يشرفن على 9 حلقات لتعليم وتحفيظ القرآن أيضا.موزعة على ما يقارب ال100 تلميذة وطالبة "صليحة.م" طالبة بجامعة الأغواط تخصص فلاحة لجأت إلى مربيتها "رابعة العدوية" التي أكدت لنا أنها كانت نعم المربية و الأم الحنونة فبخلاف التحفيظ كانت تدرس وتفقه وتكون داخل حلق الذكر التي كانت تديرها بشكل منتظم إلى جانب رحلات ترفيهية وترغيبية ، مبدية اعجابها وتأثرها الشديد ب"رابعة " زمانها التي يعتبرونها كأم.، ومن أسرار النجاح الذي أوضحته لنا "العدوية" خاصة داخل المسجد وهو التواصل مع الإمام الشيخ "بلقاسم الجيلالي" الذي يساهم في تشجيع الفتيات ونصحهن على المواضبة كما يسعى في تكريمهن. بالموازاة فهي تقوم بإدارة العديد من حلق الذكر للأميات من بينهن من استطاعت أن تختم القرآن بعد أن تعلمت القراءة و الكتابة كما تشرف على تعليمهن أصول الفقه والعقيدة وعلم المواريث بغض النظر عن طالباتها الأخريات و أعمالها الكثيرة .، أما برنامجها الرمضاني فقد لا أجد له إلا أبيات تلخصه "ياعابد الحرمين لوأبصرتنا ,لعلمت أنك بالعبادة تلعب" تحث على اطعام المساكين وكسوة الأرامل واليتامى سواء عبر الاذاعة أم حلق الذكر والمواعظ التي تديرها أو بما تقوم به على أرض الميدان للاشارة فهي شقيقة مدير الاذاعة والتلفزة الجزائرية الذي استخلف مؤخرا مكان حبيب شوقي