أعرب جل مؤلفي الشرائط، والناشرين الأجانب المشاركين على هامش الطبعة الثانية من فعاليات المهرجان الدولي للشريط المرسوم، عن إعجابهم وسرورهم بحسن الضيافة، وبالتوافد الكبير للجمهور الجزائري، خاصة من فئة الشباب الذين لم يتوانوا طيلة الأيام الأربعة من التظاهرة على معرفة ما وصلت إليه التقنيات الحديثة المستخدمة في الشريط المرسوم، وما تشهده من منافسة وتطور دوليين. ولمعرفة تقييم الرسامين الأجانب للطبعة الثانية من المهرجان، وبما تقدمه الأنامل الجزائرية المبدعة، قامت "الأمة العربية" برصد آراء البعض منهم. لم يخف نائب مدير المهرجان الدولي"أنقولام" للشريط المرسوم بفرنسا، السيد "فرانسيس قرو"، إعجابه بالتنظيم وبشغف الجزائريين للشريط المرسوم، داعيا من خلال متابعته لما قدم من قبل الرسامين الجزائريين ، إلى ضرورة إنتهاجهم لنمط خاص بهم، وعدم الاقتصار على تقليد المانقا اليابانية، مضيفا أن المواضيع لايجب أن تقتصر على القصص المغامراتية والحب، وإنما بتناول الثراء الثقافي، التاريخي، الواقع المعيش والموروثات الشعبية لبلدانهم، وهذا قصد التعريف كما قال "فرانسيس" بهوية الثقافة الجزائرية للآخر، وهذا الأمر بالنسبة إليه يستدعي تقديم الدعم للمؤلفيين والناشرين في مجال الأشرطة المرسومة، وكذا دراسة مستوى الدخل المادي للفرد لإنجاز شريط مرسوم يكون في متناوله، ومن ثم ضمان تسويقه. من جهته عبر الرسام ومدير الصحيفة الكاريكاتورية "ميروار" بالتشاد، السيد" حاج موسى عبدو" عن سعادته بوجوده على أرض الجزائر، متمنيا استمرارية مثل هذه المهرجانات التي تسمح عبر حلقات النقاش المقامة بتبادل وجهات النظر بشأن إيجاد الحلول، والتعرف على تجارب البلدان الرائدة في المجال، مشيرا إلى أن بلاده تعاني من غياب دور نشر مختصة في مجال الأشرطة المرسومة، ماجعل هواة هذا الفن يضيف "موسى"، يلجأوون إلى تبني استراتيجية إصدار الجرائد الكاريكاتورية اليومية، بحيث يضمن تسويقها عند المواطن التشادي لإرتباطها بالأحداث اليومية، ومن ثم التمكن على مدى عامين من إصدار ألبوم للشريط المرسوم، منوها في ذلك بوجوب عمل أشرطة مرسومة موجهة للأفارقة متميزة عما ينجزه اليابانيين و الأوروبيين في المجال، وهذا بالاستناد على دور السينما في تطوير الشريط المرسوم على نطاق واسع، وهذا بمراعاة النوعية والسعر الذي يكون في متناول الجميع. وتأسف الرسام "صبري قاسبي" ذو الهوية التونسية البلجيكية، من خلال تصفحه لعدد من الجرائد الجزائرية عن غياب الشريط المرسوم فيها، مشيرا لضرورة إيلاء العناية بهذا الجانب خاصة وأن الجزائري يطالع بصفة يومية الجرائد، الأمر الذي يسمح بتطوير الفن التاسع تدريجيا، مقارنة مع ماهو موجود ببلجيكا التي تشهد مبيعات أكبر للشريط المرسوم على حساب الرواية. مقترحا في ذات الوقت، على السلطات المعنية بقطاع الكتاب دفع الشباب والطلبة لقراءة كتب الأشرطة المرسومة، ومن جهة أخرى بحث المبدعين الجزائريين لإيجاد طريقة خاصة مغايرة للمونقا اليابانية، وتعبر بصدق عن النمط المعيشي الجزائري. من جانبه أشاد الرسام ورئيس الونقا الكوميكس بفرنسا السيد" أنتوني دجونست"، بتعلق وشعف الجمهور الجزائر ي لإقتناء ومعرفة آخر الإصدارات وكذا التطورات الحاصلة في ميدان الشريط المرسوم، لاسيما في فرنسا التي تعرف إصدار أكثر من 400 ألبوم سنويا، ما لايسمح للجمهور تتبع كل هذه الأعمال، مضيفا أنه رغم سيرورة المهرجان بطريقة منظمة، إلا أن ما يؤسف له هو ترك وركن طلبات الجمهور على حدة، متسائلا عن السبب من وراء وجود ناشرين غير مهتمين بالشريط المرسوم، رغم امتلاكهم لإمكانيات تستطيع تطوير هذا الفن، بضمان النوعية والسعر المعقول. هذا وأوضح الفنان التشكيلي" زريوح" الرائد في صنع أول مانقا في ليون، تدعى"كينغو"، أنه مع تواجد الكثير من رسامي الشرائط ، أصبح الفنان لايجد نفسه أمام هذا الزخم الكثير من الألبومات، منوها إلى أن السوق تشهد تطورا وإضافة نوعية خاصة مع وجود المانقا الياباني، وذكر"زريوح" أن الجزائريين يسيرون في هذا المنحى بحكم أن المهرجان سمح لهم بالتعرف على الجمهور الجزائري التواق للتطلع على ما ينتج دوليا، داعيا في ختام قوله بالاعتناء والأخذ بأيدي المبدعين الجزائريين. وعليه وحسب المشاركين يبقى الهدف الأسمى من تنظيم هذه التظاهرة الثقافية تعزيز التجارب والاحتكاك الفعال بين الأفارقة ونظرائهم الأوروبين. كشف المخرج المسرحي "شوقي بوزيد" أنه يعكف على إتمام آخر التحضيرات الخاصة بمسرحية "كيشوت" أو »L'homme qui était pour rien » ، وهذا بعد أ ن تسلمه في ظرف 3 أشهرمن قبل صاحب النص المسرحي الأستاذ" محمد بن قطاف" الذي كتبه في سنة 2003 باللغة الفرنسية، مضيفا أن النص الأصلي تمت ترجمته من قبل الأستاذ "محمد بوكراس"، أما بالنسبة للممثلين فقد تم توزيع أولي للأدوار، ومن بين الممثلين ذكر "فاضل عباس" الذي سيجسد الدور الرئيسي" كيشوت"، إلى جانب كل من" كمال زرارة"، "لهاني محفوظ"، توفيق رابحي"، "إبراهيم جاب الله"، "فايزة أمل"، و"منيرة روابحي". وفي سياق متصل، أشار المخرج" شوقي" أن سينوغرافيا العرض المسرحي المكون من ثمانية مشاهد ستكون من توقيعه، بحيث سيحاول من خلال الفضاء الذي سيجده على خشبة المسرح، تحقيق الإسقاطات على الإنسان الجزائري بطريقة إنسانية فذة، يستطيع أي كان فهمها وإدراكها خاصة ونحن نعيش في عالم معولم، معتبرا شخصية كيشوت المركبة بين التيه، الحب، الأنا تمس كل واحد فينا، من خلال تساؤلية لخصها كاتب النص السيد "بن قطاف"، هل الشيء الذي نحبه وندافع عنه، أويظهر لنا بأنه صحيح، هل حقيقة هوصحيح؟ ومن ثم قال مخرج مسرحية" فوضى الأبواب" شوقي أن هذا العمل مستوحى بطريقة جزائرية عالمية خالصة، وعلى كل فالعمل سيعرض قريبا بالمسرح الوطني" محي الدين بشطارزي" لكل عشاق الخشبة.