أجمع أطباء مختصون مشاركون في الأيام الوطنية الأولى حول أمراض الربو والحساسية أول أمس الخميس بباتنة على الأضرار الكبيرة الناجمة عن السجائر من حيث تعقيد حالة المصاب بالربو وكذا تخفيضها لفعالية الدواء الذي يتعاطاه بنسبة تقدر بحوالي 60 بالمائة. فعلى الرغم من أن المريض بداء الربو لايدخن عادة حسب المختصين في علم الأوبئة والأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والأمراض الصدرية -الذين نشطوا بالمناسبة ندوة حول التدخين- فإن وجوده في وسط مدخنين أوبيئة ملوثة بدخان السجائر خاصة يعجل من تطور المرض لديه إلى الحالات الأسوأ والأشد خطورة وإن كان يتابع العلاج بانتظام. واقترح الحاضرون - في ختام أشغالهم التي احتضنتها مدينة باتنة على مدى يومين- اختيار تاريخ 27 ماي 2010 كيوم وطني لمحاربة ظاهرة التدخين والتحسيس بخطورة السيجارة. لاسيما وأن السيجارة الواحدة يقول الدكتور عبابسة رئيس اللجنة العلمية لهذه التظاهرة "تحوي حسب المنظمة العالمية للصحة 4.500 مادة سامة من بينها مئات المواد المثيرة للحساسية". ودق المشاركون الذين قدموا من عدة ولايات من الوطن "ناقوس الخطر بالنسبة لمرض الحساسية" الذي أصبح يفتك ب15 بالمائة من المجموع العام للسكان في الجزائر مقابل 0,96 بالمائة نسبة المصابين بالربو بالبلاد مؤكدين على الأثر الكبير الذي يلعبه التلوث في تزايد حالات الإصابة بالحساسية وخاصة المتعلقة بالأنف والعينيين. وشملت مداخلات المشاركين من خلال ورشتي الحساسية والربوكل جوانب هذا الداء انطلاقا من العوامل المتسببة فيه والتي لها صلة كبيرة بتعقد الحياة اليومية للسكان -يقول مختصون- مرورا بطرق العلاج العيادية إلى غاية المراحل المتقدمة للمرض. وأكدت في هذا الشأن البرفيسور قرينات في مداخلة حول "الربو الحاد الخطير وطرق التكفل به في المصالح الاستشفائية" دخول الكثير من المرضى في هذه المرحلة في حالة غيبوبة "مما يستوجب توفر إمكانات وتكفل خاص بالمريض لتمكينه من استعادة الوعي ونجدته من موت مؤكد". وتضمن اليوم الثاني من هذه التظاهرة العلمية تقديم عدة مداخلات على غرار التربية العيادية للمريض بين النظري والتطبيقي والتكفل بالربو عند الأطفال أقل من 36 شهرا إلى جانب البحث في العلاقة بين السمنة المفرطة والربو من جوانب هرمونية وكذا أمراض الحساسية الناجمة عن تناول الأدوية وتلك الشائعة في الأوساط الاستشفائية. ونوه المتدخلون بالدور الكبير الذي تلعبه مراكز الأطفال المخصصة لذوي النقص التنفسي كمركز حملة بباتنة الوحيد على مستوى الشرق والجنوبي الشرقي للوطن في تكفله بالأطفال المصابين بالربو ما بين 6 و18 سنة. وأكدوا على ضرورة التعريف بأهمية مثل هذه المراكز لدى أولياء المرضى لاسيما الأطفال للرفع من الإقبال عليها خاصة وأنها مجهزة بكل ما يحتاج إليه الطفل الذي يعاني من نقص في التنفس بالإضافة إلى الوسائل الأخرى التربوية والترفيهية. وتجدر الإشارة إلى أن الأيام الوطنية الأولى حول أمراض الربووالحساسية بادرت بتنظيمها الجمعية الأوراسية لمرضى الربو والحساسية ويتمثل الهدف منها -حسب النواة العلمية لهذه الجمعية- في لفت الانتباه إلى الخطر المتزايد لأمراض الحساسية والارتفاع المستمر لعدد المصابين بها على المستوى الوطني بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها.