عبر أكثر من 140 مثقف وإعلامي عربي في بيان عن أسفهم لما وصلت إليه العلاقات المصرية الجزائرية من تدهور عقب مباراة كرة القدم التي تأهلت فيها الجزائر الأسبوع الماضي لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 على حساب مصر. وتصاعد التوتر في وسائل الإعلام المصرية والجزائرية قبل المباراة التي جرت في القاهرة يوم 14 نوفمبر وزادت حدته لدرجة التلاسن والتطاول اللفظي في بعض البرامج بعد المباراة الفاصلة في السودان الأربعاء الماضي حيث وجهت مصر اتهامات لمشجعين جزائريين بالاعتداء على مشجعين مصريين في الخرطوم خلال المباراة وبعدها. وقال الموقعون على البيان أن العلاقات بين الشعبين تاريخية وأنهم يدينون التصرفات غير المسؤولة التي أقدم عليها متعصبون من الجانبين "ونرفض الاعتداءات التي تعرض لها مصريون في الجزائروالخرطوم كما نرفض بذات القدر الاعتداءات التي تعرض لها جزائريون على أرض مصر." وأدان الموقعون "تصرفات بعض الإعلاميين غير المهنية من الجانبين" مطالبين الجهات المسؤولة في مصر والجزائر بإجراء تحقيق عاجل مع هؤلاء وتوقيع الجزاء المهني على من تثبت إدانته بتعميق الخلافات بين الجانبين. وحث البيان على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة فورا وطالب المسؤولين في البلدين "بالتحلي بأعلى قدر من ضبط النفس والعمل المشترك على وقف التدهور الحاصل في العلاقات بين البلدين مع الحفاظ على الاحترام والود المتبادلين" كما دعا جامعة الدول العربية أن تعمل على وقف "التدهور والعبث بمقدرات الشعبين"، ومناشدة مؤسسات المجتمع المدني والقيادات الشعبية والمثقفين والكتاب في البلدين أن تعمل على تدارك الأخطاء التي ارتكبها البعض من هنا وهناك وبحث آليات عمل مشتركة تعيد العلاقات بين الشعبين إلى سابق عهدها. ومن الموقعين المصريين الروائي بهاء طاهر والشاعران أحمد عبد المعطي حجازي وجمال بخيت وسلطان أبوعلي وزير الاقتصاد الأسبق ويحيى الجمل أستاذ القانون الدستوري والإعلامي حمدي قنديل ومحسن بدوي رئيس مركز عبد الرحمن بدوي للإبداع وعادل غنيم رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وإكرام لمعي أستاذ مقارنة الأديان ونبيل عبد الفتاح مدير مركز تاريخ الأهرام والسيد يسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط (تحت التأسيس) وحلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق وحلمى النمنم نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. ومن الموقعين الجزائريين وزير الثقافة الأسبق وعضو البرلمان محيي الدين عميمور والباحث والأكاديمي حسني عبيدي والإعلاميان عياش دراجي ومحمد دحو ومن الإعلاميين الأردنيين عمر العزام وعلا الشربجي وعرفات بلاسمة وعماد النشاش ومن السودان أريج عز الدين علي زروق وطلال عفيفي ومن سوريا ايمان إبراهيم. وكان اتحاد كتاب مصر أصدر بيانا قبل يومين أدان فيه "الشحن الإعلامي الزائد للجمهور وتقديم معلومات خاطئة لإثارة الرأي العام وتحويل حدث رياضي عابر إلى مناسبة لزرع الفتنة وإثارة الفرقة وتبادل الاتهامات" داعيا إلى عدم الخلط في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات "لأن الصراع والشقاق بين مصر والجزائر لا يخدم سوى أعداء هذه الأمة.