لا يزال قرار الإستفتاء الشعبي لحظر المآذن في سويسرا يستقطب اهتمام المنظمات غير الحكومية، حيث قال أبو الفضل محمد بن هندة رئيس رابطة الجامعات العربية والفرنسية وأستاذ القانون والعلاقات الدولية بباريس، في تصريح خص به "الأمة العربية"، إن ردود الفعل المتشنجة وغير المتكافئة حول حظر المآذن في المساجد اعتبرها غير مسؤولة ولا تجدي نفعا، مضيفا بأنها تسيء إلى المسلمين، بحيث تظهرهم بأنهم متعصبون ولا يحترمون القانون ويريدون أن يفرضوا وجودهم في بلاد لا يكونون فيها لا أغلبية سكانية ولا مكانة علمية ولا اقتصادية. وتأسف في ذات الوقت لغياب ردود الفعل الحقيقية من طرف الدول الإسلامية، مرجعا ذلك لتأججهم وراء نعرات الجاهلية، بحيث تكاد تندلع بينهم الحرب لأتفه الأسباب، كاللعب بكرة القدم التي لا ترفع من قدر أمة ولا تحط من شأنها، يضيف ذات المتحدث. هذا، وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن "سويسرا هي أكثر البلاد في العالم إستقرارا ورخاء وأمنا، وكذلك إحتراما لمواطنيها ولآرائهم والدفاع عن مصالحهم في الداخل والخارج. أما الإسلام، فهو أحد أبرز الديانات السماوية في سويسرا، حسب إحصاءات 2001، إذ بلغ تعداد المسلمين أكثر من ثلاثمائة وعشرة آلاف، وبذلك يشكلون ما يزيد عن الأربعة في المائة من مجموع السكان. ومع ذلك، فالإسلام غير معترف به رسميا في البلاد، رغم التواجد الإسلامي في سويسرا منذ ما يزيد عن العشرة قرون". وفي هذا المقام، دعا بن هندة لضرورة التروي بالحكمة والتعقل واحترام رأي الأغلبية وعدم معارضتها بطرق منافية للقانون، خاصة وأن رفع المآذن في المساجد غير واجب في الإسلام، مذكرا في ذلك أن ما يعود على الإسلام والمسلمين في سويسرا أكثر بكثير مما يعود عليهم برفع المآذن، فالمسلمون في سويسرا يمارسون شعائرهم واجتماعاتهم بحرية وكرامة ودون اعتداء عليهم، ومن ثم عليهم حسب ذات المصدر أن يهتموا بأمور أخرى سامية، أنفع وأجدى لهم من تربية أبنائهم وتعليمهم وتحصينهم من الانسلاخ والذوبان ليكونوا بذلك قدوة يحتذى بهم في التربية والأخلاق والسماحة والعلوم، فيتبوؤون بذلك المراكز المرموقة في المجتمع بفضل جهودهم ومسامحتهم في توجيه وتطوير المجتمع السويسري.