قال ذات المصدر، إن الحادث المميت نجم عن اصطدام عنيف لشاحنة مقطورة بأخرى من الوزن الثقيل، وهي من نوع "فيات" كانت تضمن النقل لعشرات الأشخاص الذين قدموا من إحدى ضواحي بلدية أم العظايم وهم في طريق العودة من منزل أحد حجاج بيت الله العائدين مؤخرا من البقاع المقدسة، لكن القدر كان قد خطف هؤلاء الضحايا قبل وصولهم إلى منازلهم. وأوضحت مصادر الجريدة، أن عددا من القتلى والجرحى تربط بينهم علاقات أسرية، ويوجد ضمن المتوفين ثلاثة أطفال وسبع نساء وأربعة رجال، وعلم أنه تم نقل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبلدية مسعد، بينما تدفقت قوات الحماية المدنية بشكل هائل لإسعاف الضحايا ونقل الموتى، وقد وجدت صعوبة بالغة أثناء إخراج الأشلاء المتطايرة من تحت ركام المركبتين اللتين تآكلتا عن آخرهما، وقد حوّل الجرحى حوالي 5 مصابين على جناح السرعة إلى المستشفى المركزي وسط مدينة الجلفة بسبب الوضعية الصحية الحرجة التي يتواجد عليها هؤلاء، فيما لا يزال البقية يخضعون إلى الرقابة الطبية بعدما قررت السلطات الصحية تجنيد طاقم طبي كفء يتولى متابعة الوضع الصحي لضحايا حادث المرور الذي تصدر أحاديث الشارع المحلي الجلفاوي. وتابع المصدر الأمني الذي تحدثت إليه "الأمة العربية"، أن مصالح الدرك الوطني بالمنطقة باشرت تحريات معمقة للوقوف على الملابسات الحقيقية لحادث الشاحنتين، الذي يعد الأعنف من نوعه في أقل من عامين، بعد ذاك الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح أزيد من 20 شخصا حين كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين اصطدمت بشاحنة وهم في طريقهم وقتئذ إلى إحدى ضواحي ولاية غرداية المجاورة. من جهته، قال نقيب الدرك الوطني بمسعد إن التحقيق الأولي أفضى إلى أن نعاس صاحب الشاحنة المقطورة هو الذي أدى إلى وقوع الكارثة عندما اصطدمت شاحنته في لحظة غفوة، اصطداما مباشرا بالشاحنة القادمة من الجهة المقابلة، وأكد أن الطريق يشهد حركة مرورية ضعيفة ليلا، وهو ما يدفع الكثير من السائقين إلى ارتكاب حماقات، كإطفاء الأضواء والسير في وسط الطريق. وقالت مصادر محلية متطابقة، إن جمعيات محلية ومنظمات المجتمع المدني بالولاية تتحرك لرفع عريضة احتجاجية إلى السلطات المحلية بالجلفة، المتّهمة بالتقاعس في حماية صحة الأبرياء على خلفية أن مكان الحادث الذي أصبح يسمى ب "طريق الموت"، شهد عدة أحداث مأساوية في المرات السابقة دون أن يتحرك المسؤولون لوضع حد للنقاط السوداء التي تميزه. وحسب ذات المصادر، فإن لجنة ولائية مشكلة من عدة قطاعات قد حطت رحالها لمعاينة النقطة التي اصطادت الأبرياء. وحسب المعطيات المتوفرة، فإنه يرجح أن يرتفع عدد قتلى السبت الأسود بالنظر إلى خطورة بعض الإصابات، وكذا استنادا إلى أن الرقم المذكور آنفا ما هو إلا حصيلة أولية.