أدى حادث مرور مؤلم ومميت وقع أول أمس، بمنطقة أم قعين 40 كلم شمال بلدية أم العظام إثر اصطدام عنيف بين شاحنة من نوع "فيات" وأخرى مقطورة كانت محملة بالأنابيب ذات الاستعمال النفطي إلى وفاة 14 شخصا وإصابة مالا يقل عن 16 آخرين بجروح. الحادث وقع على الساعة السادسة والنصف مساء، حيث كانت الشاحنة تقل أزيد من 28 فردا، بينهم أطفال وعجائز كانوا في رحلة زيارة لأحد الحجاج بمنطقة أم العظام، ولدى عودتهم وبمنطقة أم قعين المعروفة بأحد ثلاث نقاط موت عبر الطريق الجنوبي، أين اصطدموا بشاحنة ذات مقطورة كانت تسير في الاتجاه المعاكس قادمة من بسكرة عبر رويس الميعاد وأم العظام باتجاه حاسي الدلاعة مكان الضخ والتخزين، حيث وفي رمش البرق وحسب أحد الناجين من المجزرة، تحول الطريق إلى مسرح للجثث، وأفاد بعض المتنقلين عبر الطريق أنهم شاهدوا سيارات فارة تسير بسرعة جنونية على إثر مشاهدتهم للأشلاء المتناثرة عبر الطريق وهول الحادث المؤلم، في وقت تدخل بعض أفراد الجيش الوطني الذين كانوا في رحلة عبر الطريق الجنوبي وأبلغوا أفراد الدرك بقطارة ومصالح الحماية المدنية بمسعد وقاموا بمساعدة العالقين من المصابين بين الشاحنة والمقطورة وإخلاء سبيل الطريق من بقايا الحطام والأمتعة إلى وقت قدوم أولى المساعدات من سلطات بلدية أم العظام القريبة ومصالح الدرك الوطني بقطارة والحماية المدنية وثماني سيارات إسعاف تابعة لمستشفى مسعد، أين قاموا بإجلاء المصابين والحالات الخطيرة إلى استعجالات مسعد، ليتم بعدها نقل الجثث إلى مصلحة الحفظ، فيما تم تحويل أربعة مصابين في حالة خطيرة إلى مستشفى عاصمة الولاية، في حين بقي 12 فردا يخضعون لعلاج مكثف، وقد ذكرت مصادر مطلعة أن سائق شاحنة المقطورة يبقى في تعداد المفقودين ولم تتمكن مصالح الدرك الوطني من التعرف حول ما إذا كان برفقة ميكانيكي مساعد، حسب ما ذكرت بعض الأطراف، أو لوحده، وتبقى القضية غامضة إلى غاية العثور على السائق والتأكد من صحة موته أو نجاته. وللاشارة أن الحادث يعتبر الثاني في أقل من أسبوع، حيث أودى حادث مماثل بواد عجيري بالطريق الجنوبي إثر انقلاب سيارة نقل جماعي كانت تقل 8 ركاب قادمين من مدينة القرارة إلى مقتل بعضهم، فيما أصيب آخرين بعاهات وجروح خطيرة، وقد فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في ملابسات الحادث الأليم الذي ذهب ضحيته 14 قتيلا وأزيد من 16 مصابا بكسور وجروح متفاوتة الخطورة.