أرادت قنوات "الجزيرة" الرياضية من خلال حصصها المختلفة، جعل الانتصار المصري على الجزائر عاديا، من خلال استضافة عدة وجوه تحاول إظهار أن الانتصار المصري كان عادلا، حتى أن هناك من ظهر وأكد أن الحكم أدى واجبه كاملا، رغم أن الفضيحة يستطيع ملاحظتها حتى الأعمش والذي لا علاقة له بكرة القدم، ولا حتى بكرة اليد. هذه المرة، "الجزيرة" لم تبحث عن الحقيقة كما تدعي دوما، ولكنها تبحث عن أكبر عدد من متتبعيها، وطبعا 80 مليونا مصريا أكثر من 35 مليونا جزائريا، ويهم "الجزيرة" جدا رضا ال 80 مليون. ومن يعتقد أن خرجة "الجزيرة" غريبة من نوعها، دعونا نقول إن الأمر عادي على قناة اعتادت دوما اللعب على المتناقضات، وفي الأخير البحث عن مصالحها المادية وخدمة أجندات معينة، وعلى الشعب الجزائري أن يدرك اليوم لماذا حرمت السلطات الجزائرية تواجد مكتب للجزيرة على أراضيها، ودعونا نذكر هذه القناة التي تبحث عن الفتن وإشعال الحروب والترويج لأشرطة بن لادن والظواهري، إنها هي نفسها التي استقبلت إدارتها شمعون بيريز وصافحه المسؤولون عنها حينما زار رئيس كيان الدولة المسخ قطر في صائفة 2006. المثير في القضية، أن "الجزيرة" التي تنقل لمتتبعيها مشاهد من تورا بورا ومن أدغال إفريقيا والحرب في الصومال، لم تستطع نقل هذا الحدث عبر قناتها، رغم أنه حصل في عقر دارها وفي بلاتو الإستديوهات الإخبارية التي تقدم منها نشرات أخبار "الجزيرة" مشاهدا من العالم، وهو الوجه الآخر للنفاق الذي تمارسه قناة ما زالت تدعي الصدق والمصداقية وتتحدث عن الرأي والرأي الآخر. وفي مشهد آخر من المباراة التي أهدى فيها عمل الكواليس والإصرار على توريث الحكم المقابلة للمنتخب المصري، راحت تظهر هذه القناة المدرجات المصرية على حساب نظيرتها الجزائرية، وكأنها قناة مصرية خالصة تريد التاثير على المشاهدين لقلب الموازين، ولا نعرف أي صفقة عقدتها هذه القناة مع النظام المصري، وسنرى في الأيام القادمة نغمة مسالمة وهدنة بينها وبين مبارك ربما ألى ما بعد التوريث. ول "الجزيرة" سابقة في البيع والشراء أيضا، كما حدث مع السعودية، أين كانت القناة تهاجم المملكة في كل مرة، إلى أن خفتت لهجتها فجأة تجاه السعودية وصارت أخبار السعودية كأخبار الأحوال الجوية. وما يحز في النفس فعلا، ليس خسارة مباراة، ولكن سياسة البيع والشراء والمصلحة التي صارت تنتهجها أطراف عربية على حساب الحقيقة.