يؤكد اللاعب الدولي الجزائري، عامر بوعزة، ومهاجم "بلاك بول" الإنجليزي، الذي ينشط في الدرجة الثانية الإنجليزية، أن المشوار الذي قدمه المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في أنغولا مشرف جدا للجزائر، التي غابت عن نسختي 2006 و2008 وبلوغ الجزائر الدور نصف النهائي يعكس التحسن الكبير للخضر، ورغبتهم الشديدة في الظهور بوجه جيد في نهائيات كأس العالم المقررة في جنوب إفريقيا. وأوضح عامر بوعزة، أن كل لاعب سيجعل الإقصاء في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس إفريقيا أمام المنتخب المصري، محطة لإعادة تصحيح الأخطاء التي وقع فيها محاربو الصحراء، وبناء كل احتياطاتهم من أجل الظهور بوجه مشرف وأحسن بكثير من الذي كشفوا عليه في أنغولا. وقال صاحب هدف الفوز على كوت ديفوار في لقاء الدور ربع النهائي في أنغولا والإقصاء أمام مصر، "مصر منتخب كبير وخسارتنا في النصف نهائي أمامه لا يقلل من قيمته، بل علينا كمنتخب مونديالي أن نعترف ونؤكد على أن لقاءنا معها سمح لنا من كشف أخطائنا، والحمد لله أنها اكتشفت وقتها وقبل المونديال، لأن في جنوب إفريقيا لن نلاقي مالاوي، أنغولا، بل منتخبات عالمية، يجب أمامها أن نكون أحسن سفير للكرة العربية."وعلى صعيد التدريبات، عاد بوعزة مساء السبت إلى أجواء التدريبات بعد غياب عشرة أيام بسبب الإصابة التي تلقاها مع "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا في أنغولا. وأكد بوعزة أنه غير معني بالمشاركة في المباراة الودية أمام صربيا المقرر أن يجريها الخضر يوم الثالث مارس القادم بالعاصمة الجزائر. كيف هي حالتك الصحية، وهل أنت متأثر بغيابك عن لقاء صربيا الودي؟ أولا أشكركم على السؤال، أما عن حالتي فإنني عدت مؤخرا إلى جو التدريبات مع فريقي بلاك بول بعد غياب دام عشرة أيام، كنت حينها أشتكي من إصابة تتمثل في شد عضلي في الفخذ، ولكنها ليست عميقة، بل خفيفة جعلتني أغيب مدة قصيرة، والحمد لله مع العلاج الذي خضعت له في إنجلترا سرعان ما استعدت عافيتي وأنا في أحسن حال اليوم. أما عن عدم مشاركتي في مباراة صربيا الودية، فهي بالنسبة لي مؤثرة من ناحية أنني سأكون غائبا عن الأجواء التي سيصنعها الجمهور الجزائر في المدرجات، وهذا هو الشيء الوحيد الذي أثر عليّ، أما مشاركتي من عدمها فهي لا تهم حاليا بقدر ما يهمني استعادة إمكانياتي قبل المواعيد القادمة لي مع المنتخب. كيف تقيم مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة في أنغولا؟ الدورة كانت ناجحة على كل المستويات، ولو نعود لها بالتفصيل سنرى أن البداية في نظري كانت صعبة خاصة الخسارة أمام مالاوي، وردود الفعل التي صاحبتها من قبل أنصارنا ووسائل الإعلام إلى درجة تأثرنا كثيرا بها، لكن سرعان ما عدنا وأكدنا قوتنا في لقاء مالي حيث رجعنا بقوة، كما أوقفنا البلد المنظم أنغولا، لنكشف عن عزيمتنا ورغبتنا في الدور ربع النهائي أمام منتخب مدجج بالنجوم، وأثبتنا بشكل واضح التحسن الذي وصلنا إليه على كل المستويات. ولا يمكن أن أتحدث عن لقاء مصر لأنني أعتبره خسارة.. إقصاء وكفى، من دون أن أتحدث لا في المنتخب المصري ولا في التحكيم، بل علينا أن نضعه معيارا لنعالج به أخطاءنا وهذا كل ما في الأمر. خسارة ثلاث لقاءات، تلقيتم فيها عشرة أهداف كيف ترى هذه الحصيلة؟ بالنسبة لنا فنحن لا نقيس مستوانا بهذا الشكل، فالدورة في نظرنا كانت ناجحة وبكل المقاييس، ووصولنا إلى نصف النهائي يعكس أن منتخبنا قلب كل التوقعات وأثبت أنه منتخب لم يتأهل إلى المونديال بشفقة أو مساعدة أحد، بل وصلنا إلى هذا المستوى بعرقنا.أما عن قضية الأهداف التي تلقاها دفاعنا، فهذا لا يعكس ضعفه بل نحن نملك مدافعين من الطراز العالمي وأنا أشكرهم وأحييهم على شجاعتهم الكبيرة، وهذا ما يدفعني إلى القول إنه يستحيل أن نقيس قوتنا أو ضعفنا بعدد الأهداف التي تلقيناها أو التي سجلناها، بل نقيسها بانسجامنا وطريقة لعبنا والتلاحم الكبير الذي صار يميز منتخبنا، ويكفينا شرفا أننا لحقنا إلى أن نكون من بين أحسن أربع منتخبات في الدورة، فهذا برأيي هو الأساسي. هل تعتبر "الكان" محطة مهمة للتحضير للمونديال؟ أكيد فهي محطة مهمة وهامة جدا لأنها أبقتنا لأكثر من شهر مع بعضنا البعض، وذلك منذ المعسكر التحضيري في "كاستولي" بجنوبفرنسا إلى يومنا هذا، كما سمح لنا المعسكر بالاندماج أكثر بيننا كلاعبين، واستطعنا من معرفة أمور كثيرة فيما بيننا طيلة فترة المعسكر، إلى درجة صرنا نرى فيه أنفسنا لسنا في معسكر تحضيري لدورة كبيرة، بل الله أرادها أن تكون دورة نتعرف فيها أكثر على طريقة لعب كل واحد فينا وتفكير أي منا.كما أن الدورة سمحت لنا بكسب المنافسة، حيث لعبنا ستة لقاءات مع بعضنا البعض وهذا شيء كبير جدا، للتحضير بشكل جدي وأحسن من أي منتخب آخر لنهائيات كأس العالم. كيف ترى المونديال، طالما أنكم لن تجدوا منافسين كمالاوي وأنغولا، بل ستجدون مستوى عال جدا؟ كل دورة تختلف معطياتها عن أخرى، وكأس العالم نعرف جيدا أنها ستضم منتخبات كبيرة وقوية، ونعرف أيضا أننا لن نجد كما قلت مالاوي أو أنغولا وأيضا مصر، بل سنلاقي كما قلت منافسينا سلوفينا، الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإنجلترا، وكلها منتخبات عالمية وكبيرة. الأمر الأكيد هنا هو أننا سنحضر ونجهز أنفسنا كما ينبغي من أجل تشريف وطننا والعرب ونؤكد في المونديال أننا لن نخاف من أي أحد بل سيكون التحدي كبير وسنقدم وجها جيدا إن شاء الله، وعلى كل حال سنحاول خلال الأربع أشهر التي تفصلنا عن المونديال بشكل جيد نصحح خلالها النقائص التي لاحظها علينا المدرب الوطني، ونقدم دورة كبيرة بحول الله.