وضعت القوانين الجديدة للفيفا الأندية الجزائرية على المحك وأمام الأمر الواقع وذلك بعدما ألزمتها، على غرار باقي أندية العالم، بالدخول في عالم الاحتراف كشرط للمشاركة في المنافسات الدولية وحتى تلك التي تنظمها الاتحاديات، وعندما يتم الحديث عن الاحتراف فإن أهم شرط يستوجب توفيره هوالمرافق الرياضية ذات المقاييس الدولية، وهوما لا تتوفر عليه الأندية الجزائرية حتى تلك التي توصف بالكبيرة، فعندما نجد فرقا مثل شبيبة القبائل ووفاق سطيف لا تزال تلعب فوق أرضيات معشوشبة اصطناعيا يصعب الحديث عن دخولها في هذا العالم الذي فرض نفسه بقوة، وقد حددت الفيفا سنة 2012 كآخر أجل لتكون الأندية في أتم الاستعداد للاحتراف وإلا فإنها ستعرض نفسها للإقصاء من المشاركة في مختلف المنافسات الدولية. نقص المرافق الرياضية يصعب من الدخول في الاحتراف ورغم انطلاق أشغال تشييد بعض الملاعب الجديدة على غرار ملعبي تيزي وزو وسطيف إلا أن الوتيرة التي تسير بها بسبب عدم توفر الأموال اللازمة قد ترهن لحاق أنديتنا بالركب مقارنة بما وصلت إليه الأندية المغربية والتونسية، حيث أن هذه الأخيرة قطعت أشواطا عملاقة وأصبحت حتى أندية القسم الثاني تتوفر على ملاعب معشوشبة طبيعيا خاصة بها، بينما لا تزال بعض أنديتنا تتقاسم نفس الملعب مما يخلق نوعا من الخلل والصعوبة في التدريب، كما أن اللاعبين يعانون الأمرين خلال التنقلات إلى أدغال إفريقيا بسبب تعودهم على البساط الاصطناعي. إرادة روراوة كبيرة ورؤساء النوادي مطالبون بتحويل أنديتهم إلى مؤسسات ذات أسهم وتحذو رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة إرادة كبيرة في الدفع بأنديتنا إلى ولوج الاحترافية من خلال رصده لمبالغ ضخمة كمساعدات للأندية وتدعيم الفئات الشبانية التي تعتبر الركيزة الأساسية لتكوين لاعب محترف، وقد أخذت هذه النقاط حيزا هاما من اهتمامات الفاف، ليس فقط بسبب ضغوط الفيفا ولكن أيضا للنهوض بالكرة الجزائرية وتوفير أحسن الظروف للأندية للقيام بنفس الإنجازات التي صنعها المنتخب الوطني على المستوى القاري والعالمي. وفي ظل تسارع الزمن، فإن روراوة يريد إدخال عشرة نواد على الأقل في الاحترافية خاصة تلك التي تملك الإمكانيات على غرار شبيبة القبائل، وفاق سطيف، مولودية الجزائر، مولودية وهران، شبيبة بجاية وغيرها، وبالتالي فإنه طالب من رؤساء هذه النوادي بضرورة الاجتهاد لإيجاد ممولين جدد لتحويل أنديتهم إلى مؤسسات ذات أسهم لتتمكن من تمويل نفسها بنفسها. مشرارة يتفاءل بالمرور إلى الاحترافية السنة المقبلة أكد رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد مشرارة على ضرورة المرور إلى بطولة وطنية احترافية قبل عام 2012 تنفيذا لتوصيات الاتحاد الدولي وتفاديا لإقصاء الأندية الجزائرية من المشاركة في التظاهرات الدولية، وأوضح مشرارة أن الرابطة باشرت عدة مشاريع لتوجيه كرة القدم الجزائرية نحومرحلة الاحترافية التي من خلالها ستحقق الرياضة الجزائرية الأكثر شعبية المزيد من الانتصارات والنجاحات في المستقبل، وأضاف " لقد حان الوقت لرؤساء الأندية الوطنية بأن يقدموا تعهدات ملموسة وواضحة لتحقيق هذا الهدف قبيل عام 2012 وهو التاريخ الذي حدده الاتحاد الدولي لكرة القدم للمرور إلى الاحترافية وإلا فإننا سنفقد كرة القدم الجزائرية في التظاهرات الدولية". واعتبر مشرارة أن كرة القدم الجزائرية تعترضها بعض المشاكل تتمثل أساسا في نقص الملاعب والمنشآت الرياضية، معربا عن تفاؤله للمرور إلى الاحترافية انطلاقا من السنة المقبلة ولو بعشرة فرق كمرحلة أولى. كما ألح رئيس الرابطة على ضرورة تجسيد بطولة للفئات أقل من عشرين سنة (-20) وبرمجة لقاءاتهم قبيل انطلاق مقابلات البطولة الوطنية للأكابر، حيث قال "خلال السنة الفارطة، سجلنا مشاركة 45 لاعبا من الأواسط من بين 462 في القسم الوطني الأول والثاني مما يعني أن 90 بالمائة منهم تم تهميشهم، لهذا أجبرنا أندية البطولة الوطنية بإدراج لاعبين من الأواسط ومنعنا التعاقد مع لاعبين أجانب غير معروفين، على حد تأكيد مشرارة. من جهة أخرى، أعلن رئيس الرابطة الوطنية عن تنظيم ثلاثة منتديات قريبا، الأول يتعلق بالاتحاد الدولي من 14 إلى 19 مارس والثاني في أفريل حول التسويق الرياضي بحضور مختصين أجانب والثالث حول تسيير بطاقات الدخول إلى الملاعب.