يقع دوار ابني عثمان شمال شرق بلدية مزغنة، والتي تبعد عن مقر ولاية المدية بأكثر من 100 كلم، نزح ثلث سكانها إلى البلديات المجاورة خلال سنوات المأساة الوطنية، ويعيش الباقون على ما تدر عليهم أرضهم الخصبة من لقمة عيش. وقد صنف الدوار حسب، مديرية الشؤون الاجتماعية بولاية المدية من بين أفقر المناطق ولائيا، حيث ترتفع نسب الأمية فيه خاصة بالنسبة فئة النساء، وهذا من خلال الدراسة التي أعدتها الخلية الجوارية للمتابعة الاجتماعية بدائرة تابلاط . وفي جولتنا التي قادت"الأمة العربية" إلى الدوار لم نجد إلا القليل من شباب ابني عثمان سألنا الشاب ع- محمد عنهم فأجابنا أن جل الشباب الذين يصلون سن الثالثة عشر ويكونون قد أتموا دراستهم يتجهون صوب الحقول والبساتين المنتشرة عبر حافة وادي يسر الذي يشق القرية إلى شطرين " ليعملوا هناك في زرع القمح والشعير الذي يدر عليهم منتوجا يقيهم الفاقة" بينما بقية الشباب حسب محدثنا دائما فيتجهون إلى ورشات البناء في العاصمة والولايات المجاورة للعمل من أجل كسب قوتهم بالحلال رغم الأوضاع المزية التي يتميز بها هذا العمل. أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالمعاهد والجامعات فأجابنا أحد السكان أن المكان الوحيد وجدوه في العمل في إطار الشبكة الاجتماعية، حيث يتقاضون ثلاث ألاف دينار شهريا، وهي منحة لا تكفي " لإعالة عائلة من خمسة أطفال مع والد معوق وأم كبيرة في السن " حسب الشاب خ- ك متخرج من معهد العلوم السياسية والإعلام منذ ثلاث سنوات ويشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية مضيفا أنه تقدم في العديد من المرات للامتحانات والمسابقات التي تنظم على المستوى المحلي والولائي " لكن نظرا لافتقاري للوساطة، لم أنجح بعد " مشيرا إلى أنه سيواصل حرث وزرع أرضه " من أجل سد رمق العائلة، وسيشارك في جميع المسابقات "حتى أضفر بمنصب شغل أحسن به دخل عائلتي ". هذه عينة عن شباب هذا الدوار، أما في ما يخص المرافق التنموية فهي تكاد تكون معدومة فما عدا المدرسة الابتدائية، فإن انعدام قاعة للعلاج يبقى الشغل الشاغل لأبناء ابني عثمان وحسب السيد ح - ح فإن السكان يضطرون لقطع أكثر من ثلاثة كيلومترات للوصول إلى قاعة العلاج الوحيدة الموجودة على مستوى البلدية، والتي " تفتقر لجل الوسائل المطلوبة في الحالات المستعصية "، أما فيما يخص الحوامل من نساء الدوار فإنهم يتوجهن إلى مستشفى بلدية تابلاط والذي يبعد عن المنطقة ب25 كلم، مطالبا في ختام حديثه ضرورة توفير هذا المرفق الصحي، بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية الحوضين بجناح للتوليد وهذا " من أجل تخفيف العبء عن نسائنا وأطفالنا ". من جهتهم طالب العديد من سكان الدوار في حديثهم مع "الأمة العربية" من السلطات المحلية ضرورة إيصال الكهرباء إلى بعض الجهات من المنطقة "التي لم تنعدم بنور المصابيح، ونحن نصدر هذه المادة إلى الخارج " حسب السيد ع-ن حيث يضطر هؤلاء السكان الذين لا يتوفرون على الكهرباء حيث يلجؤون إلى توصيل بيوتهم بالكهرباء مباشرة من الأعمدة وهوما يشكل خطرا كبيرا على سلامتهم، لكن حسب من تحدثنا إليهم " كان هذا آخر حل بعد المراسلات العديدة للمعنيين " ولكن حسبهم " لا مجيب لنداءاتهم المتكررة "مشيرين إلى أنهم " لا يستطيعون العيش بدون كهرباء، وهوحقهم الطبيعي ". وفي سياق متصل ناشد أبناء دوار ابني عثمان المعنيين ضرورة تعبيد الطريق الوحيد الذي يوصل إلى مقر البلدية حيث يشهد حالة مزرية، حيث تكثر الحفر، والمستنقعات، ويجد التلاميذ الذين يقصدون المتوسطة الموجودة على مستوى الحوضين أوالثانويات المتواجدة في مدينة تابلاط، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية،كما طالبوا بتوفير النقل المدرسي الذي اعتبروه غير كاف، وهي مطالب اعتبرها العديد من المتحدثين " ممكنة التجسيد، لوكانت النية والإرادة من قبل المعنيين " .