تقع قرية بوخراط ببلدية الحوضين، وتبعد عن عاصمة الولاية المدية بأكثر من 135 كلم، اشتهرت عبر التاريخ بمعركة حربية جرت بالناحية الرابعة إبان ثورة نوفمبر الكبرى، وسميت باسم معركة بوخراط نسبة لهذه المنطقة، حيث استبسل فيها المجاهدون وألحقوا أضرارا بليغة بعدة وعتاد المستعمر الفرنسي الغاشم، حيث تم إنشاء نصب تذكاري يؤرخ لهذا الحدث التاريخي·لكن رغم هذا الإرث التاريخي إلا أن وضعية السكان لم تعرف تغييرا كبيرا بعد الاستقلال في ظل غياب أدنى التفاتة من قبل السلطات المحلية، كما أن العشرية الحمراء زادت من معاناة السكان حيث شهدت نزوح عدد كبير من سكانها إلى البلديات المجاورة خلال سنوات المأساة الوطنية، ويعيش الباقون على ما تدره عليهم أرضهم الخصبة من لقمة عيش· وفي جولتنا التي قادتنا إلى هذه القرية لم نجد إلا القليل من شباب بوخراط· سألنا الشاب (س·ج) عنهم فأجابنا بأن جل الشباب الذين يصلون سن العمل الذي حدده بحوالي 14 سنة ويكونون قد أتموا دراستهم يتجهون صوب الحقول والبساتين المنتشرة عبر مناطق المتيجة كبوقرة ومفتاح وغيرها ليعملوا هناك في جني البرتقال ومختلف الخصر والفواكه الأخرى· بينما يتوجه بقية الشباب حسب محدثنا إلى ورشات البناء في العاصمة والولايات المجاورة للعمل من أجل كسب قوتهم بالحلال· أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالمعاهد والجامعات فأجابنا أحد السكان بأن المكان الوحيد وجدوه في العمل في إطار الشبكة الاجتماعية حيث يتقاضون ثلاثة آلاف دينار شهريا، وهي منحة لا تكفي ''لإعالة عائلة من عشرة أفراد مع والد قعيد وأم كبيرة في السن'' حسب الشاب (ل·خ) متخرج من معهد الحقوق منذ أربع سنوات ويشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية في إطار الشبكة الاجتماعية· هذه عينة عن شباب هذا الدوار، أما فيما يخص المرافق التنموية فهي تكاد تكون معدومة فحتى الطريق الوحيد الرابط بين قريتهم والبلدية لم يتم تعبيده إلا في السنوات القليلة الماضية، ويبقى في حاجة للترميم· وفي هذا الصدد طالب سكان وخراطب بضرورة إعادة تعبيد هذا الطريق ومراقبة المقاول بجدية، لأنهم هم المتضررون من أي تلاعب أو إهمال قد تقوم به المقاولة المستفيدة·من جهة أخرى طالب سكان بوخراط بقاعة للعلاج باعتبار أن القاعة الوحيدة بمقر البلدية والتي تبعد عن الدوار بأكثر من كيلومترين تفتقر لى الوسائل المطلوبة في الحالات الاستعجالية· أما فيما يخص الحوامل من نساء الدوار فإنهم يتوجهون إلى مستشفى بلدية تابلاط الذي يبعد عن المنطقة ب35 كلم، مطالبين في ختام حديثهم بضرورة توفير هذا المرفق الصحي، بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية الحوضين بجناح للتوليد من أجل تخفيف العبء عن النساء والأطفال· من جهتهم ناشد سكان الدوار في حديثهم مع ''البلاد'' السلطات المحلية ضرورة إيصال الكهرباء إلى بعض الجهات من القرية التي لم تنعم بنور المصابيح بعد حيث يضطر هؤلاء السكان الذين لا يتوفرون على الكهرباء، إلى توصيل بيوتهم بالكهرباء مباشرة من الأعمدة أو عبر بيوت الأقارب وهو ما يشكل خطرا كبيرا على سلامتهم وسلامة أطفالهم·