أصبحت التطمينات التي تقدمها الشركة المختلطة الفرنكو- جزائرية لتسيير شبكة المياه الصالحة للشرب والتطهير ‘'سياكو'' بشأن توفير المياه 24ساعة / 24 ساعة، نكتة يتندر بها مواطني قسنطينة الذين ما يزال العطش يفتك بعديد أحيائهم، هذه الأخيرة لا تزال تحت رحمة التذبذب والتسربات والأعطاب في التجهيزات في ظل الأشغال العشوائية والرديئة التي عكفت عليها هذه المؤسسة منذ استقدامها سنة 2008. في عز رمضان الذي حل هذا العام في قلب الصيف، ما تزال العديد من أحياء مدينة قسنطينة تعاني من نقص فادح في التزود بالماء في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يشتكى العديد من السكان جفاف حنفياتهم لعدة أيام.مواطنو بعض الأحياء ضاقوا ذرعا واستاؤوا من هذه الوضعية المزرية التي تضطرهم إلى استخدام الصهاريج أو الاعتماد على الأطفال لجلب المياه الصالحة للشرب من أماكن مجاورة، مستعملين العبوات والقارورات من مختلف الأحجام، مما أفسد عليهم نكهة العطلة الصيفية، التي من المفروض أن يكونوا خلالها بالمخيمات الصيفية على شواطئ البحر لا على قارعة الأرصفة في انتظار صهاريج الماء. في سياق متصل، أدى تذبذب عملية توزيع المياه خاصة في هذا الفصل إلى انتشار القاذورات والروائح الكريهة والحشرات الضارة بجل أحياء الولاية على غرار حي بكيرة، الحامة، بن تليس، بوذراع صالح، إضافة إلى حي 1100 مسكن بالمدينة الجديدة علي منجلي، حي القماص وغيرها، وهي أحياء تعرف كثافة سكانية عالية، وهو ما من شأنه التأثير على نظافة المحيط وكذا التسبب في مشاكل صحية تعود بالسلب على المواطن من جهة والدولة من جهة أخرى.الغريب في الأمر أنّ “سياكو” تستعبط الناس في كل مرة بإرجاع سبب التذبذب في تزويد السكان بالماء الشروب وجفاف حنفيات العديد من الأحياء الأخرى لأيام متتالية إلى الاختلالات التقنية، وهو الأمر الذي أثار استياء السكان الذين طالبوا السلطات بتوضيحات بعد سنوات من استقدام المؤسسة الفرنسية التي وقعت اتفاقية عام 2008، والتي اختفت بموجبها مؤسسة الجزائرية للمياه وديوان التطهير بعد عجز البلديات عن تسيير شبكة المياه بسبب نقص الخبرة والإمكانات. وكان من المفروض تحسين تسيير الموارد المائية على مستوى شبكات المياه الصالحة للشرب، علما أنّ هذه الاتفاقية تنص على تكفل المؤسسة الفرنسية بوضع العدادات وإصلاح التسربات على عاتقها، وهو الأمر الذي لم يتجسد إلى حد اليوم، بل أن الوضع ما فتئ يتدهور باستمرار حسب مواطني بعض الأحياء المتضررة الذين لم يلمسوا أي تحسن في هذا الإطار. رابط الموضوع