رغم التطمينات التي قدمتها المؤسسة الفرنسية "سياكو" لتسيير شبكة المياه الصالحة الشرب بقسنطينة بعدما حلت محل مؤسسة الجزائرية للمياه بشأن توفير المياه 24ساعة / 24 ساعة مع الوقت، إلا أن العديد من أحياء المدينة لا تزال تعاني من نقص فادح في التزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة خلال هذه الصائفة وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث اشتكى العديد من السكان غياب المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم لعديد الأيام. مواطنو بعض الأحياء الذين ضاقوا ذرعا واستاءوا من هذه الوضعية لجأوا لاستخدام الصهاريج والتي اقتصرت غالبا على العائلات الميسورة، في حين لجأت جل العائلات الاخرى إلى الاعتماد على أطفالها لجلب المياه الصالحة للشرب من الاحياء المجاورة، مستعملين العبوات والقارورات ذات 5 لترات، وهو الشيء الذي أثر سلبا على صغار السن الذين عبروا عن استيائهم من هذه الوضعية، خاصة وأنهم في عطلة صيفية، وكان بالأحرى أن يكونوا خلالها بالمخيمات الصيفية على شواطئ البحر لا على قارعة الأرصفة في انتظار صهاريج الماء. من جهة أخرى أدى التذبذب في عملية توزيع المياه خاصة في هذا الفصل إلى انتشار القاذورات والروائح الكريهة والحشرات الضارة بجل أحياء الولاية على غرار حي بن تليس، بوذراع صالح، عمارات صندوق الاحتياط والتوفير ببلدية زيغود يوسف، حي 1100 مسكن بالمدينةالجديدة علي منجلي، حي القماص، وهي أحياء تعرف كثافة سكانية عالية، وهو ما من شأنه التأثير على نظافة المحيط وكذا التسبب في مشاكل صحية تعود بالسلب على المواطن من جهة والدولة من جهة أخرى. بلدية عين عبيد هي الأخرى عرفت خلال الأيام الفارطة تذبذبا كبيرا في التزود بمياه الشرب في بعض أحيائها، بينما جفت حنفيات العديد من الأحياء الأخرى بالبلدية لأكثر من 5 أيام على التوالي، وهو الأمر الذي أثار استياء السكان الذين طالبوا بتوضحيات من المؤسسة الفرنسية التي وقعت اتفاقية شراكة مع دائرة عين اعبيد الأشهر القليلة الفارطة، يتم بموجبها تسيير شبكة المياه الصالحة للشرب من طرف المؤسسة على مدى خمس سنوات ونصف، على أن تشمل تسيير شبكة صرف المياه أيضا، إلا أن هذه الأخيرة وفي ردها أرجعت سبب التذبذب في تزويد السكان بالماء الشروب إلى خلل تقني. الاتفاقية التي أمضتها كل من دائرتي قسنطينة وعين اعبيد مع سياكو والتي اختفت بموجبها مؤسسة الجزائرية للمياه وديوان التطهير، كان من المفروض تحسين تسيير الموارد المائية على مستوى شبكات المياه الصالحة للشرب، كما كان من المفروض أن تسمح هذه الاتفاقية بتوزيع مستمر للماء 24 ساعة على 24 ساعة حسب تأكيد مدير الري بالولاية، الذي أكد عجز البلديات عن تسيير شبكة المياه بسبب نقص الخبر والإمكانيات. هذا وكان مدير الري بالولاية قد أكد أن الاتقافية ستعمم مستقبلا على كافة بلديات قسنطينة ال 12، خاصة وأن البلدية الأم أمضت اتفاقيتها شهر اكتوبر من السنة الفارطة، حيث تم بموجبها تكفل المؤسسة الفرنسية بوضع العدادات والأخذ على عاتقها إصلاح التسربات.