حذرت مؤسسات شبانية تعمل في مجال تهيئة المساحات الخضراء بقسنطينة، من احتمال وقوعها في الإفلاس، بسبب تنامي ظاهرة سرقة النباتات التي تم غرسها مؤخرا في الأماكن العمومية، و بينها أشجار مستوردة يقوم مواطنون باقتلاعها ليلا. و قد أوكل جانفي الماضي ل 11 مؤسسة شبانية مختصة في تهيئة و إنجاز المساحات الخضراء، مهمة زرع و تهيئة حوالي 15 ألف مربع، بغلاف مالي يقارب 5 ملايير سنتيم و تحت إشراف المؤسسة العمومية للتنظيف و تهيئة المساحات الخضراء، و هو ما حصل بالفعل، حيث انطلقت العملية من حي بوالصوف و حتى النفق الأرضي بحي زواغي و منطقة التوت مرورا بحي جنان الزيتون و تم خلالها زرع أزهار و أشجار أضفت جمالية أكثر على الشوارع و الطرقات الرئيسية، غير أن المؤسسات و بعد فترة قصيرة من إنهاء عملها تفاجأت باختفاء الأشجار المزروعة، خصوصا بالقرب من حي جنان الزيتون و معهد زرزارة، ليتبيّن أن مواطنين يعمدون ليلا إلى اقتلاع أشجار و نخيل مستوردة تفوق قيمة بعضها 6 ملايين سنتيم. و أكد مسؤول مؤسسة للنصر أنه قد سُرق منه لوحده، خمسة أشجار و نخيل تتعدى تكلفتها 30 مليون سنتيم، كما تعرض زملاؤه لسرقات مماثلة تحدث غالبا ليلا و تستهدف أشجارا ثمينة من نوعي "اليوكا" و "التويا"، قام من سرقوها بقطع جذورها بعدما لم يتمكنوا من اقتلاعها، متحدثا عن الوقوف على حالة غريبة لشخص كان يقود سيارة فخمة و شوهد يقتلع شجرة بالقرب من الجامعة المركزية، كما لوحظ أطفال و نسوة يقتلعون أزهارا و ورودا تكلف بعضها 6 آلاف دينار، و ذلك رغبة منهم في استعمالها في تزيين منازلهم، في وقت تعرض العشب الذي تم جلبه من ولاية البليدة للتلف أيضا، لتفضيل بعض المواطنين المرور عليه بدلا من استعمال الممرات المخصصة لهم، علما أن المتر الواحد منه يكلف 1400 دينار. و أمام هذا الوضع يطالب المعنيون الذين أودعوا شكاوي ضد مجهول لدى مصالح الأمن، بضرورة تدخل شرطة البيئة لردع مثل هذه السلوكات التي أضرت بعملهم و كبدتهم كما قالوا، خسائر معتبرة، خصوصا و أنه قد يتوجب عليهم تعويض النباتات و الأشجار المسروقة، كما يطالب هؤلاء بالعمل ضمن اتفاقيات صيانة ، تدوم لشهرين بهدف الحفاظ على النباتات المزروعة. يذكر أنها ليس المرة الأولى التي تعرف فيها قسنطينة ظواهر مماثلة، بحيث تعرض نخيل زرع في عهدة الوالي السابق للسرقة و تم نهب قرابة نصف الحاويات المخصصة للقمامة في ظرف شهرين و من قبل أشخاص استعملوها لملأ المياه.