أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة ظهيرة أمس الأربعاء حكما ب 20 سنة سجنا نافذا في حق شخص في العقد الخامس من العمر قام بقتل شقيقه بطريقة وحشية بشنقه بإستعمال سروال، و ذلك بسبب خلاف بسيط نشب بينهما في عملية بيع عجل يعد من تركة " الورثة " عن الوالد، لأن الفقر المدقع الذي عاش على وقعه الشقيقان في إحدى المشاتي المعزولة في المنطقة الحدودية بين الجزائر و تونس، دفع بأحد الشقيقين إلى التخلص من أخيه الوحيد. هذه المأساة الإجتماعية كانت بلدية بني صالح بولاية الطارف مسرحا لها، و ذلك في أحد أيام شهر ديسمبر من سنة 2005 ، حيث قام المسمى ( ك ب ) البالغ من العمر 46 سنة بإستباحة دم أخيه ( ك - ف )، الذي يكبره بسنتين من العمر، لأن كل واحد من الشقيقين يقطن في كوخ معزول غير بعيد عن أخيه في مشتة معزولة، و قد سبقت الجريمة مناوشات كلامية طفيفة إندلعت بين الطرفين، جراء التباين في وجهات النظر، لأن بلقاسم بادر إلى مفاتحة شقيقه فاضل في المشروع الذي سطره، و المتمثل في بيع عجل من أجل التخطيط للزواج، و التمكن من تسديد المهر. مع العلم و أن الشقيقين ورثا عن والدهما بقرتين و عجل، و تكفلا بتربيتهما سويا، لكن فاضل تحفظ على هذه الفكرة، و أعرب عن رفضه القاطع لمشروع زواج شقيقه ، من منطلق عامل السن،و هو الرفض الذي أثار سخط بلقاسم الذي فقد أعصابه في تلك اللحظة، فقام بضرب أخيه على مستوى الرأس بإستعمال حجر، مما تسبب له في نزيف دموي حاد جعله يفر إلى كوخه، غير أن شقيقه قام بمطاردته و هو في حالة هيجان، ليقوم بطرحه أرضا، قبل أن ينفذ عمليته بكل وحشية، حيث أخذ سروالا للضحية كان موضوعا على السرير، فلفه على عنق شقيقه بكل قوة، خاصة و أن فاضل كان فاقدا للوعي، جراء قوة التصادم بالأرض عند إسقاطه، مع توصيله بالسرير، فكانت مدة 5 دقائق كافية لتنفيذ الجريمة، لأن الضحية فارق الحياة نتيجة اختناقه.بعد التأكد من الوفاة حاول بلقاسم إفتعال سيناريو جديد، عندما حاول إيهام الأقارب و الجيران في اليوم الموالي بان شقيقه أقدم على الإنتحار شنقا، و قد حضر خال الضحية لمعاينة الجثة، قبل أن يسارع إلى إخبار فرقة الدرك الوطني، التي باشرت تحقيقات معمقة مع محيط الضحية، مع الإشتباه منذ الوهلة الأولى في شقيقه بلقاسم، الذي و عند مباشرة التحقيق معه إعترف بالجرم المنسوب له، إلا أنه تراجع عن أقواله و تصريحاته أمام هيئة الجنايات أمس الأربعاء. و أصر على إفتعال سيناريو الإنتحار شنقا، و أن مداخلة الشاهد الوحيد و هو خال الضحية و الجاني أثناء المحاكمة كانت الأكثر تأثيرا، حيث صرح بأن والد الفقيد كان يتعرض دوما للضرب من إبنيه، و هو تنبأ لهما قبل وفاته بان نهاية ولديه ستكون مأساوية و أن أحدهما سيقتل الآخر، و قد إلتمست النيابة العامة عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم، لكن هيئة المحكمة و عند كشفها عن منطوق الحكم قضت بإصدار عقوبة السجن لمدة 20 سنة في حق ( ك ب ) بعد إدانته بتهمة القتل