رئيس الجمهورية يقطع الشك باليقين…حل المجلس الشعبي الوطني "سوسبانس" قبل خطاب الرئيس أحاط ب450 نائب والنص الدستوري واضح ولا خلاف بشأن صلاحية الرئيس في حل المجلس الشعبي الوطني أو إجراء انتخابات تشريعية مسبقة طبقا للمادة 151 من الدستور، وفي فقرتها الثانية صريحة ومُبسطة لإجراء هذه الانتخابات، في كلتا الحالتين، في أجل أقصاه ثلاثة أشهر، وإذا تعذر تنظيمها في هذا الأجل لأي سبب كان، يمكن تمديده لمدة أقصاها ثلاثة أشهر بعد أخذ رأي المحكمة الدستورية". وأتى قرار رئيس الجمهورية بإجراء تشريعيات مسبقة مُطبّقا لممليات المادة 151 من الدستور: "يمكن لرئيس الجمهورية أن يقرر حل المجلس الشعبي الوطني أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها بعد استشارة رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس المحكمة الدستورية والوزير الأول أو رئيس الحكومة حسب الحالة". ويعتبر هذا كأهم قرار بعث به الرئيس عبد المجيد تبون، في يوم 18 فبراير المصادف ليوم الشهيد، في أحداث متزامنة وإحياء الذكرى الثانية من المسيرات السلمية للشعب الجزائري المناهضة للحكم البوتفليقي، وهو قرار يصب في خانة المطلب الشعبي للحراك المناشد للتغيير بحيث انطلق هذا التغيير بتعديل الدستور، وإتمامه بتعديلات تكفل استقرار مؤسسات الدولة. هذا القرار من زاوية أخرى، يعتبرا تاريخيا يلهم كل من يريد المشاركة في العراك الانتخابي القادم من تشكيلات سياسية أو أحرار بأن يحضّروا لقوائم في مستوى تطلع الجبهة الشعبية، واختبارا لهم في إقناع المواطن بالتوجه للاقتراع بما يحد من ظاهرة العزوف التي صارعتها مواعيد استحقاقية سالفة، ولا يتأتى هذا إلا بوضع قوائم في الميزان نزيهة وكفئة ذات شعبية وبعيدة عن الشعبوية وخارج بعد أميال عن المال الوسخ والشكارة. وكانت 48 ساعة التي سبقت خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد فتحت "سوسبانس" آخر في نفوس 450 نائبا برلمانيا عاد لهم بصيص الأمل في إكمال العهدة التشريعية المتبقّى من عمرها عام وشهرين، بعد مرور ساعات من تصريح رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز الذي أعلن أن الرئيس سيتخذ موقفا وقرارا عن حل البرلمان قبل 18 فبراير، سرعان ما ذابت فاعلية تصريحه لمرور ساعات ليجفف كل نائب صب عرقه قبل الإعلان عن جديد الحل للبرلمان والذي جاء في الدقيقة 10 من الخطاب. والأهم في قرار الرئيس الذي اتخذه، عن حل المجلس الشعبي الوطني، أنه ولا خبر متداول كان رسميا عن الحل من عدمه، ليطيح هذا بالتسريبات المنبعثة في كواليس الغرف المظلمة.