طالها التسيب والإهمال رغم أهميتها الإيكولوجية في ظل غياب المرافق السياحية وانعدام الفضاءات الترفيهية والمساحات الخضراء بسيدي بلعباس ،لاتزال بحيرة سيدي محمد بن علي تنتظر التفاتة جدية من قبل الجهات المسؤولة لانتشالها من التدهور والإهمال الذي تعيشه منذ مدة طويلة وبات محيطها لا يسر للناظرين، بالرغم من تعاقب عدة ولاة على الولاية خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن حال البحيرة التي تعد كنزا وفخرا والمتنفس الوحيد لسكان بلعباس بقيت على حالها بل زادت تدهورا على نحو جعل الإهمال والتهميش والإقصاء عوامل اشتركت في تدهور "اللاك" الذي فقد جماله ومعالمه ولم يعد الموقع الذي كان يرجى أن يكون فضاءا سياحيا بامتياز وموقع راقي معزز بمختلف فضاءات الترفيه والتسلية، وأصبح الموقع يعرف مظاهر سلبية منها بالدرجة الأولى القمامة، حيث ترمى الأكياس البلاستيكية من مختلف الألوان والنفايات الأخرى غير القابلة للتحلل والتي يتركها الزوار بعدما تناولهم ما طاب من الطعام، ومن جهته عبر سكان الولاية عن تدمرهم من الإهمال واللامبالاة التي تعاني منها البحيرة ما نجم عنه جفاف البحيرة وموت عديد الطيور والحيوانات التي كانت تعيش و تتكاثر به التي كان أغلبها نادر. للإشارة، فإن بحيرة سيدي محمد بن علي كانت قد استفادت من مشروع تهيئة بغلاف مالي فاق 40 مليار سنتيم وهو المشروع الذي فشل في مراحله الأولى لأسباب متعدّدة، حيث حمل المشروع إنجاز حديقة حضرية ومتحف حول البيئة وحديقة للحيوانات ومسار للراجلين، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية كمطاعم، مسارات لرياضة الركض، موقفين للسيارات وغيرها، فضلا عن برنامج واسع النطاق لغرس النخيل والشجيرات التزينية، مع إجراء دراسات مناخية هيدروغرافية وجرد عام للحيوانات والنباتات لهذه المنطقة الرطبة بهدف إقتراحا ضمن اتفاقية رامسار، لكن سرعان ما تبخر حلم سكان الولاية بعد توقف الأشغال وعودة الإهمال بالموقع، وتم بناء سوى ثلاث منازل من الطوب واكشاك من الخشب، أين اصبحت معقلا للمنحرفين لممارسة كل أنواع الرذيلة. يذكر أن بحيرة سيدي محمد بن علي تعد كنزا طبيعيا يقع ببلدية عين تريد، على بعد 3 كلم من عاصمة الولاية وعلى مساحة تفوق 33 هكتارا، وقد ارتبط اسمها بالوالي الصالح سيدي محمد بن علي وهي منطقة طبيعية خلابة تستهوي الزوار، نظرا لتميزها بالرطوبة مما يجعل منها فضاء هاما للترفيه والإستجمام، كما تحيط بها أشجار غابية كثيفة زادتها رونقا وجمالا، حيث كانت تستقبل يوميا أعدادا هامة من العائلات التي تجد في البحيرة مكانا مميزا لقضاء ساعات بين أحضان الطبيعة الساحرة في الوقت الذي يستمتع الكثيرون بممارسة هواياتهم كالصيد المائي وصيد الطيور.