تساهم، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التجاني بورقلة منذ افتتاحها شهر ديسمبر 2016 وبشكل ملحوظ في ترقية المقروئية والفعل الثقافي بالمنطقة. وأصبح هذا الصرح الثقافي "الكبير" وفي وقت وجيز مكسبا "هاما" سيما بالنسبة للشريحة المثقفة وهواة المطالعة بالنظر للفرص التي بات يتيحها لجمهور القراء من خلال توفير رصيد وثائقي غني ومتنوع موجه لجميع الفئات العمرية من كبار وأطفال باختلاف أعمارهم كما أجمع على ذلك عديد القراء الذين التقتهم "وأج" بهذا الفضاء الثقافي. وتوفر المكتبة في هذا الإطار ما يقارب 16 ألف كتاب تغطي عديد المجالات والتخصصات بعدد 5.020 عنوان موجه للكبار والصغار بالإضافة إلى أوعية ووسائط معلوماتية متعددة من أقراص مدمجة وأقراص فيديو وغيرها موزعة عبر قاعتين للمطالعة، مثلما ذكرت مديرة ذات الهيكل شافية صياغ . وتتربع هذه المنشأة الثقافية على مساحة 2.406 متر مربع وتضم قاعة للمطالعة للأطفال (60 مقعدا) وقاعة محاضرات ( 200 مقعد) وفضاء خاص باستقبال الرصيد الوثائقي ومعالجته وقاعتين للمطالعة للكبار (90 مقعدا) بالإضافة إلى قاعة للإنترنت (20 مقعدا) وورشات ومكاتب مخصصة لمختلف مصالح المؤسسة. تستقبل المكتبة يوميا أفواجا من القراء من مختلف شرائح المجتمع من عشاق المطالعة سيما منهم طلبة الجامعة مما يعكس إقبال الجمهور على القراءة، حسبما أوضحت ذات المديرة. وساعد الموقع الهام للمكتبة، بحيث أنها تتوسط تجمع سكاني كبير وعلى مقربة من عدة مرافق عمومية والأحياء الجامعية بالإضافة إلى كلية الطب والرياضيات بجامعة قاصدي مرباح، على استقطاب أعداد كبيرة من هواة المطالعة حيث بلغ عدد المنخرطين فيها ما يناهز 300 منخرط . وبحسب السيدة صياغ، فإن عدد المترددين على المكتبة في تزايد مستمر، كما أن عدد المنخرطين في قاعتي المطالعة "مرشح للارتفاع بالرغم من بعض العراقيل" على غرار نقص الموظفين خاصة أولئك المتخصصين في علوم تسيير المكتبات، ويلاحظ إقبال كبير للأطفال على هذا المرفق الثقافي طيلة أيام الثلاثاء وهو اليوم المخصص لهم مصحوبين بأوليائهم بالإضافة إلى أطفال المراكز التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن كالطفولة المسعفة وغيرها. كما تستقبل قاعة "الميدياتيك" المجهزة ب 10 أجهزة إعلام آلي أعدادا كبيرة ممن وجدوا فيها ضالتهم لتحضير بحوثهم المدرسية لاسيما أولئك الذين يبحثون عن المعلومات المعنية بالتقنيات والتكنولوجيات والمعارف الجديدة. ويتوقع أن تتزايد أعداد الوافدين على هذه القاعة خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ينتظر تركيب نظام رقمي "رائد" في تسيير المكتبات يسهل للقراء عملية البحث عن الكتب والمعلومات وذلك بعد أن تم اقتنائه مؤخرا وتكوين عونين في الإعلام الآلي لتسييره، كما ذكرت نفس المسؤولة . أبرمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة ممثلة في مديرية الثقافة منذ افتتاحها ثلاث (3) اتفاقيات مع مؤسسات عمومية ترمي إلى تشجيع المقروئية وغرس ثقافة القراءة والمطالعة في أوساط المجتمع مع التركيز بصفة خاصة على الطفل، مثلما أوضحت مديرة ذات المنشأة الثقافية. وتقضي تلك الاتفاقيات المبرمة مع كل من مديرية التربية وجامعة قاصدي مرباح وكذا مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بتخصيص فضاءات ووضع المخزون المكتبي المتوفر تحت تصرف أطفال المدارس والمؤسسات التربوية ومراكز الطفولة التابعة لقطاع النشاط الاجتماعي بالإضافة إلى طلبة الجامعة واستغلال الفضاءات المتاحة لنشاطاتهم المختلفة . كما تنص كذلك على تخصيص قاعات لفائدة التلاميذ من أجل التحضير للامتحانات والتحضير أيضا لمشروع تحدي القراءة العربي فضلا عن تزويد بعض المراكز بالكتب عن طريق الإهداء حيث استقبلت في هذا الإطار مركز الطفولة المسعفة 300 كتاب كشطر أول، وخصص أيضا فضاء خاص لطلبة الدكتوراه لتحضير رسائلهم من خلال فتح قاعة خاصة بطاقة استيعاب تتجاوز 14 مقعدا كما تمت الإشارة إليه. يتم التركيز على غرس ثقافة القراءة لدى فئة الأطفال كوسيلة لتشجيع المقروئية ولتنمية معارفهم ومواهبهم من خلال التظاهرات المقامة بذات الصرح الثقافي والموجهة لهم بالتنسيق مع عديد الهيئات ذات الصلة، حسبما أكدت شافية صياغ . ومكنت عديد التظاهرات المقامة في هذا الإطار على غرار تظاهرتي " القراءة في احتفال" و "اللقاء الولائي للفعاليات الثقافية" من اكتشاف عديد المواهب الصغيرة في عديد المجالات كالقصة والشعر والمسرح وغيرها، ويعكس الإقبال الكبير للأطفال على أجنحة معرض الكتاب المنظم دوريا وكذا الورشات المنظمة في القراءة والقصص والمسرح وغيرها مدى "وعيهم و إدراكهم بأهمية الكتاب و دوره في تنمية مهاراتهم" كما شرحت ذات المسؤولة.