كان أول ملف يتفح النار حوله والي وهران عبد المالك بوضياف لدى اجتماعه بالهيئة التنفيذية هو ملف النظافة ، حيث أمهل 10 أيام لتنظيف مدينة وهران، مشددا على احترام العامل الزمني الذي قاسه حسب المتتبعين كشرط لمعرفة مدى الانضباط في إتباع التعليمات الفوقية. وذكرت مصادر "الوطني" أن حظيرة قسم النظافة والتطهير ببلدية وهران باتت عاجزة عن القيام بأية حملة نظافة، خصوصا وأن 71 شاحنة جمع القمامات تعطلت مؤخرا ولم تعد في الخدمة سوى تسع شاحنات فقط. وأثار تعطل معدات النظافة ببلدية وهران علامات تعجب واستفهام، ذلك أن قسم النظافة لوحده كان قد استفاد من 30 شاحنة تفريغ أخر طراز وتم اقتناؤها في سنتي 2007 و 2008 . ورغم المشاكل الكبيرة التي يعانيها القسم المذكور ببلدية وهران إلا، ولا جهة كلفت نفسها عناء التحقيق في قضية الأعطاب التي لحقت بالشاحنات التي صرفت الملايير من أجل شرائها، إذ لم تسلم ولا واحدة منها من الأعطاب التقنية، علما أن هذا الوضع طرح شكوكا حول تعمد إحداث الأعطاب التقنية، وهذا حتى يتسنى البزنسة في الشاحنات بطريقة غير مباشرة، أما اليوم فإن المتجول لشوارع الولاية لا يمكن أن تخفى عن أعينه مشاهد تكدس النفايات لمدة تزيد عن الأسبوع، وهي مظاهر طبعت أحياء "ليسكير"، بلاطو، سيدي الهواري، الدرب، وسان بيار وحتى المواقع الإستراتيجية لمدينة وهران، وكان آخر اجتماع للوالي السابق الطاهر سكران أن أنذر فيه المسؤولين بالقطاع وقال بأن ملف النظافة سيخلط أوراقهم الانتخابية في حال عزمهم الترشح لعهدة أخرى، في اعتراف واضح منه أنه فشل في تسيير ملف تنظيف المحيط قائلا بأن المواطن لن يغفر له مسألة سوء تسيير نظافة المحيط رغم الانجازات التي حققها من تسليم منشآت تعطل إنجازها وغيرها من المشاريع المجسدة لعملية الترحيل والإنارة وتهيئة الطرقات...؟ هذه هي آخر نقطة اختتم فيها والي وهران عهدته الفاشلة واختار الوالي الجديد عبد المالك بوضياف الانطلاق من حيث النقائص التي أربكت أسلافه وطبعت وصمة عار على تسييرهم، حيث فتح النار أول أمس على البلديات المتقاعسة في تنظيف المحيط ممهلا إياهم 10 أيام كأجل للقيام بحملات تنظيف واسعة.