علمت جريدة البلاد من مصادر موثوقة، أمس، أن محكمة قسم الجنح بوهران، ستنظر في شبكة إجهاض الفتيات التي تورط فيها مجموعة من عمال المستشفى الجامعي بوهران في تاريخ 15أكتوبر الجاري للفصل فيها بعد أن استغرقت شهور طويلة في التحقيق القضائي الذي باشره قاضي التحقيق لدى الغرفة الثانية في شهر ماي الفارط. وأضافت مصادر على صلة بهذا الملف الحساس أن هاته الشبكة الخطيرة تتكون من عاملة نظافة ومراقب بمصلحة الاستعجالات الطبية ووسيطة تم إيداعهم كلهم الحبس المؤقت ومتهم آخر تحت الرقابة القضائية كانوا ضمن هاته الشبكة الخطيرة التي كانت تعمل على إجهاض العازبات والمتاجرة بالأدوية التي تستعمل لهذا الغرض والتي تستوردها الخزينة العمومية من الخارج بالعملة الصعبة. وقد أكدت مصادر مقربة من هذا الملف أن هاته الشبكة المختصة في الإجهاض كانت تتزعمها عاملة نظافة تدعى ''جوهر'' وجهت لها رفقة المتهمين الآخرين، جنحة لهم تكوين جمعية أشرار ومساعدة الفتيات العازبات على الإجهاض وإلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني. حيثيات هاته القضية، كما أكدتها نفس المصادر، تعود إلى بداية شهر أفريل الفارط عندما فتحت مصالح الأمن تحقيقاتها بخصوص نشاط هاته الشبكة الخطيرة وذلك بعد تلقيها معلومات تفيد بوجود شبكة مختصة في الإجهاض وتهريب الأدوية تضم في صفوفها كل من عاملة نظافة تدعى ''ح.ج'' البالغة من العمر 44 سنة تعمل بمصلحة طبّ الأطفال بالمستشفى الجامعي وهي رئيسة هاته العصابة والمخططة لكل العمليات التي نفذتها لتتحول بين الفينة والأخرى من مجرد عاملة بسيطة إلى واحدة من بين العاملات التي تملك مجموعة كبيرة من الممتلكات تبين بعد عرض هاته الأخيرة على التحقيق أنها من عائدات عمليات الإجهاض، ومتهمة أخرى تدعى ''ل.ن'' 23سنة كانت تلعب دور الوسيطة لجلب الفتيات ''العازبات'' الراغبات في الإجهاض. وأضافت مراجع أخرى على صلة مباشرة بهاته القضية الحساسة، أن شرطة وهران تمكنت من الإطاحة بهاته الشبكة بعد تجنيد شرطية انتحلت صفة عازبة ''حامل'' تودّ إجراء عملية إجهاض، حيث تمّ اكتشاف وكر العمليات التي كانت تجرى في بيت المنظّفة بحيّ المجمع السكني ''ليسكور''. وحسب ما أشارت إليه نفس المصادر، فإنّ عاملة النظافة التي تعدّ محور هذه الشبكة عثر بمنزلها على مجموعة من الأدوية المستعملة في الإجهاض والمواد الصيدلانية ومبلغ مالي قدره 20مليون سنتيم. وأضافت أن هذه الشبكة التي يطلق عليها اسم شبكة ''جوهر'' للإجهاض متمرّسة وتنشط منذ مدة في هذا المجال، وهي مكوّنة من منظّفات وممرّضات يجرين اتصالات مع مريضات ويعقدن معهن صفقات الإجهاض، وكذلك يتفاوضن في السرّ حول عمليات بيع الحبوب الخاصة بالإجهاض.