قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة، أمس، بعقوبة الإعدام في حق شاب من حي النسيم ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، تورط في قتل والده البالغ من العمر 73 سنة، مستعملا سكينا اثبت تشريح الجثة أنه عثر على الجزء الأمامي منه داخل مخ القتيل لشدة الضربات الموجه إليه بكل حقد. المتهم الذي اثبت الخبرة الذهنية المجراة له أنه لا يعاني من أي مرض عقلي، واجه محاكمته بكل برودة أعصاب ورد على أسئلة هيئة المحكمة بتهكم، ورغم ادعائه في البداية انه لا يتذكر ما حدث يوم 20 جوان من العام الماضي، إلا أنه عاد بعد إلحاح الرئيسة في السؤال عليه، إلى الاعتراف بالجرم الذي ارتكبه ضد والده تلك الليلة، قائلا أنه لم يكن لديه أي حل يخلصه من والده الذي "نكد عيشته" على حد تعبيره، في حين جاء في الملف أن المتهم البالغ من العمر 40 سنة مطلق وأب لولدين، تعود على الاعتداء على أفراد عائلته منذ طلاقه، كما أشار إخوته إلا أنه كان يعذب أولاده الصغار، كما انه كاد يودي بحياة شقيقته وشقيقه بعد أن سكب الماء الساخن على الأولى وضرب الثاني بسكين، كما سبق وان اعتدى على والده، فاضطر إلى طرده من البيت درء لخطره، غير أنه سمح له بالعودة بضغط من والدة المتهم. وجاء في الملف أن المتهم يوم الوقائع وبعد تناول أفراد العائلة العشاء، وذهب إخواته ووالدته وخالته لمشاهدة التلفاز، خرج من غرفته، وذهب إلى المطبخ أين تناول سكينا، وتوجه إلى غرفة والده الذي كان يغط في نوم عميق حسبما ما أكده الملف، وقد كان المتهم حذرا إلى درجة المشي على رؤوس أصابعه حتى لا يتفطن له النائم، وتقدم منه مستغلا نومه، ووجه له ضربات بالسكين على مستوى الرأس، وتركه يحتضر في بركة من الدماء أغرقت وسادته، وغادر دون لفت انتباه، إلى أن توجهت والدة المتهم إلى المطبخ أين سمعت صوت "شخير" قادم من غرفة زوجها، فتوجهت إليها أين تفاجأت به يوشك على الموت، فطلبت النجدة من الجيران. المتهم وبعد تنفيذ جريمته الشنعاء خرج إلى الشارع أين تخلص من السكين بإلقائه في الأحراش، وقصد المسجد لغسل أثار الجريمة، وخرج أين بقي يهيم في الأزقة إلى أن رفع آذان الفجر، فدخل المسجد أين صلى وبمجرد خروجه القي عليه القبض، وقد طالب أمس النائب العام الذي اعتبر الجريمة المتابع بها المتهم وهي قتل الأصول مع سبق الإصرار والترصد، جريمة شنعاء، ملتمسا عقوبة الإعدام في حقه، وهو الحكم الذي خلصت إليه هيئة المحكمة خلال مداولاتها.