فضل الكثير ممن يقطنون بيوتا هي أقرب إلى الأكواخ منها إلى المساكن بمدينة معسكر وما جاورها من أحياء عريقة اللجوء إلى يومية"الوطني" لعل نداءاتهم واستغاثاتهم تجد صدى لدى المسؤول الأول عن الولاية الجديد بعدما سئموا من تلك السكنات التي لم تعد تقوى على حمايتهم من نوائب الدهر كأمطار وعواصف الشتاء وحر الصيف أو إحياء حفلات الزفاف أو ولائم المآتم حيث طال على أكثرهم الأمد وباتوا في أمس الحاجة إلى سكنات تعيد إليهم الأمل الذي انتظره بعضهم منذ الاستقلال دون فائدة حتى سئم الكثير منهم ، لكن فصل الشتاء أكثر الفصول معاناة بالنسبة لهؤلاء، أين تتحول تلك الأكواخ إلى مصبات أنهار وشلالات مياه تغرق في الكثير من المرات السكان ، ويبيتون يترقبون الأواني لتمتلئ بمياه السيول والأمطار ليتم تغييرها بأخرى والأخطر من ذلك كله هو حالات الوفيات التي تسجل من حين لآخر دون أن يعلم أحد أن السبب هو نقص التهوية والحساسية المفرطة وما تسببه من أمراض رئة خطيرة تتحول في غالب الأحيان إلى أمراض فتاكة كالسل والربو والسرطان وتمر السنون ولا أحد يأبه لحالهم وحاجتهم لسكنات تليق بهم كبشر و من بين تلك الحالات على سبيل المثال لا الحصر ما تعانيه أربعة أسر تعيش في أنفاق دون أدنى شروط الحياة، المجمع السكني يضم 18 نفرا بينهم أطفال ونساء وشباب طالبوا بحقهم في السكنات منذ أزيد من عشر سنوات تربصت بهم الأمراض خلالها دون فائدة وقد أفاد سكان تلك الأنفاق الواقعة بشارع نوايري حمو القريب من مقر مديرية التربية أنهم ألفوا الجرذان في الشتاء والسحليات والعقارب في فصل الصيف ولم تعد تفزعهم اطلاقا، وقد أفاد هؤلاء أنهم استقبلوا لجنة من دائرة معسكر في شهر نوفمبر من سنة 2001 أفادت في تقرير وضعته أن المسكن به تصدعات وتشققات في الجدران والسقف وهو عبارة عن بناية قديمة كما أشار التقرير أن البناية بها رطوبة كثيفة كما أن جميع قنواتها مغلقة مما سبب ركود مياه الأمطار والمياه القذرة وأن المبنى مهدد بالانهيار ويشكل خطرا على قاطنيه ويجب اخلاؤه الا أن ذلك لم يجد نفعا في حصول الأسر الأربعة على سكنات اجتماعية، بعدها انتقلت "الوطني" إلى أعرق حي بالولاية وهو حي المحطة أو حي بوليلف فقد وجدنا سكنات أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت تشكل قنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة ، فمعظمها يرجع إلى الحقبة الاستعمارية ، جدران مهددة بالانهيار تغطيها طبقات من القش والقصدير بعيدة كل البعد عن أن نسميها بيوتا تتحول في فصل الشتاء إلى مصبات للأنهار وشلالات تؤرق السكان وتهدد حياتهم ، كما أنها تهدد حياة أبنائهم بفعل الأمراض المزمنة كالحساسية والربو، وقد أشارت عائلة "قدورة بن علي" أنها تمتلك حجرة واحدة مساحتها مترين مربعين بالتقريب تضم ستة أفراد سقفها لم يعد يقو على صد مياه الأمطار في الشتاء هذه العائلة وغيرها استفادت من زيارات المعاينة التي علق عليها هؤلاء آمالا دون فائدة ، وبالاضافة إلى أن جلهم يستأجرونها إلا أنها مبان تقليدية وقديمة جدا مشيدة بالقرميد والخشب ومهددة بالانهيار في أية لحظة زيادة على الرطوبة المفرطة والمسببة لأمراض تنفسية خطيرة، تلك العائلة بحي بوليلف نموذج ل 18 عائلة تقف في صف واحد بمنحدر خطير ينبئ بالكارثة في حال سقوط الأمطار بكميات كبيرة، سكنات أخرى تنتشر هنا وهناك بنفس الحي لا تنبئ بخير وقد طالب قاطنوها بحقهم في سكنات تليق بمقامهم كبشر قبل أن يموتوا ولن يفرحوا بحقهم في هذه الحياة، وكان والي الولاية الجديد قد أوصى بضرورة توزيع السكنات الجاهزة للمطالبين به بدل غلقها سنوات عديدة والمواطن في أمس الحاجة إليها.