انفلتت الأوضاع عشية أمس الأول عقب صلاة المغرب بحي الدّرب، وأطلقت صفارة الإنذار، أين تمّ سماع دوي عيارات نارية أفزعت السكان، تمّ إطلاقها في السماء من طرف رجال الشرطة، خوفا من اشتعال فتيل حرب عصابات بين أخطر عصابتين إجراميتين بارزتين على ساحة المدينة، وهما عصابة "ميطوطا" وعصابة "مسعود" الدّرباوي. الأمر الذي دفع بمصالح الشرطة إلى غلق جميع المنافذ المؤدية من وإلى الحي المذكور المعروف بطابعه الإجرامي، لا لسبب سوى للإيقاع ب "ميطوطا" المدعو "ب.كمال" 21 سنة حيّا، بدل الثأر منه على طريقة الصعيد المصري من طرف عائلة الشاب الضحية "شردوان محمد" شقيق المدعو "مسعود" الذي أزهقت روحه أمام مسكن والديه الكائن ب 40 شارع الأخوان حميدة "الدرب" شهر فبراير الماضي. فالمدعو "ميطوطا" متورط في عدّة قضايا إجرامية صدر جراءها بشأنه عدة أوامر بالقبض تخص السرقة، الاعتداء بالسلاح الأبيض مع الضرب والجرح العمدي، آخرها هي جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي رتّب لها وشقيقه "ب .كريم" 25 سنة وصديقه الذي لا يزال في حالة فرار المدعو "ب.بشير" 21 سنة، والتي راح ضحيّتها شقيق المدعو "مسعود" جراء عدّة طعنات تلقّاها بسلاح أبيض على مستوى البطن والرجل أردته قتيلا. الإيقاع ب "ب.كمال" المدعو "ميطوطا" الصّادر بحقّه وبصديقه أمر بالقبض الجسدي مؤرخ يوم 3 مارس 2011 من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة وهران، جاء بعد المعلومات التي استغلّتها فرقة البحث والتحري بأمن ولاية وهران، هذه الأخيرة التي بلغتها معلومات بأنّ المدعو "ميطوطا" أضحى مؤخّرا يتردد على مسكن والديه المتواجد ب 8 شارع ملاقوان نوبة بالدرب، وعليه تمّ تعيين فوج أمني وضع لمراقبة وتعقب "ميطوطا" للإيقاع به. وبيوم الوقائع راحت عناصر الشرطة القضائية تتعقبّه من إبتدائية "قلاز هواري" المتواجدة بحي بلاطو حتى بلغ حي الدّرب، الذي كان مؤمّنا ومحاصرا من طرف مصالح الأمن المتنكّرة بالزّي المدني لإحباط محاولة تملّصه من قبضتها، خاصّة وأنّه على دراية بكلّ المنافذ والأزقة التي يمكن للشرطة أن تتوه بينها، فحاول فور تفطنه لرجال الشرطة الذين كانوا يتعقّبوه بالزي المدني، الفرار وراح يركض بين أزقة الحي المعروف بطابعه الإجرامي، إلاّ أنّ محاولته النّفاذ بجلده باءت بالفشل، بسبب التمركز الكثيف لرجال الشرطة في كل مكان بالحي. أين تمّ الإيقاع به عند محاولته الفرار من أحد سطوح إحدى البنايات الهشة الآيلة للسقوط، فما إن اقتحم البناية حتّى رمته عناصر من الشرطة برصاصة اخترقت فخده الأيسر سقط جرّاءها وفقد السيطرة على نفسه، أين تمّ نقله من طرف ذات المصالح نحو مصلحة الاستعجالات الطبية، ومن ثمّة حوّل نحو مديرية أمن وهران للتحقيق معه. للإشارة رمي "ميطوطا" برصاصة رجال الأمن كان بهدف توقيفه لا قتله. كما نشير في ذات السياق أنّ "ميطوطا" اختفى من الحي منذ تاريخ 8 فبراير 2011 بعد مشاركته في مقتل "محمد" شقيق "مسعود" رفقة شقيقه "ب.كريم" وصديقه "ب. بشير" على إثر شجار دار بين الضحية والمتهم "كريم" يوم الوقائع، وجه من خلاله الضحية "محمد" وشقيقه "مسعود" تهديدا بالقتل للمتّهم "كريم" كونه منع دخولهما لإحدى الحانات التي يعمل بها كحارس ملهى، لذا انتابه الحقد وتملكه الغضب وراح يتّجه نحوه وتشاجر معه بالكلام وتبادل الشتائم ولم يقدم قط على قتله. تصريحات جاءت منافية ومتناقضة تماما لما أسفرت عنه التحريات الأمنية وتقرير تشريح الجثة من طرف الطبيب الشرعي، الذي ورد في تقريره بأن الضحية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمصلحة الإنعاش بمستشفى الفاتح نوفمبر بإيسطو، ترتّبت وفاته جرّاء الطعنتين الحادّتين اللتين تلقّاهما الضحية على مستوى البطن والرّجل، وهما نفس الجرحين الحادّين اللذين أدخلاه في غيبوبة دامت أربعة أيام حتّى لاق مصرعه بعدها. سبق لمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، خلال دورتها السابقة أن ناقشت طلاسيم هذه الجريمة بحضور المتهم "ب.كريم" المدان ب 12 سنة سجنا نافذا، فيما قضي على شقيقه "ب.كمال" المكنّى ب "ميطوطا" الذي كان في حالة فرار وصديقه "ب.بشير" الذي لا يزال كذلك غيابيا وعلنيّا بالسجن المؤبد، كونهما لم يتقدّما أمام الهيئة القضائيّة لدرء التّهمة الموجهة إليهما رغم معرفتهما بأنّهما طرف في القضيّة.