قالت مصادر قيادية في بيت جبهة التحرير الوطني، إن هذا الأخير يعيش جبهة جديدة من الصّراع بين بلخادم ووزراء الحزب وبعض أعضاء المكتب السّياسي وذلك على خلفية التنافس لتولي قوائم الولايات . وتأتي ولايات، كل من العاصمة، بمسعى أن يكون على رأسها كل من بلخادم وزياري والطيّب لوح، إلى جانب ولايات بومرادس وتيزي وزو ووهران وعين تموشنت وتلمسان، حيث يسعى كل وزير في الحزب العتيد، إلى البحث عن موقعه في برلمان عام 2012، لاسيّما في ظلّ الحديث عن تغيير حكومي يمحي آثار التّحالف الرّئاسي من تسيير الجهاز التنفيذي. ويثير ملف الترشّح للانتخابات التشريعية المقرّرة في 2012، صراعا داخل كواليس جبهة التّحرير الوطني، ليس أمام الإطارات والمحافظين كما جرت عليه العادة، بل امتدّ إلى الأمين العام عبد العزيز بلخادم، الذي يشغل منصب وزير الدولة والممثل الشّخصي لرئيس الجمهورية، وكذا رئيس لجان الترشيحات، حيث يعيش هذا الأخير منافسة حادة مع وزير العمل الطيب لوح، وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، على رأس قائمة ولاية الجزائر العاصمة. وجاء إصرار بلخادم على ترشّحه في رأس قائمة العاصمة، طمعا في رئاسة المجلس الشعبي الوطني، في حال فوز الحزب العتيد في هذه الانتخابات، وهو ما يضمن له استمرار مستقبله السياسي ما بعد رحيل الحكومة الحالية، التي يشارك فيها الأفلان إلى جانب الأرندي وحمس بأكثر من 19 حقيبة. وفي سياق متّصل، فإن ما يقال عن ولاية العاصمة يقال أيضا عن ولاية وهران، التي يتنافس عليها حسب المصادر كل من وزير النقل والعضو السياسي في الحزب عمّار تو، إلى جانب زميله في الحكومة والحزب جمال ولد عباس، فيما يتصارع على ولاية بومرداس وزير الشبيبة والرياضة الهاشمي جيار. واستنادا إلى ذات المصادر، يأتي تمسّك وزراء الحزب بالترشح للتشريعيات المقبلة بعد تمكّنهم من إسقاط المادة التي تجبر على استقالة الوزراء الرّاغبين في دخول المعترك الانتخابي في كواليس مشروع قانون الانتخابات، الذي جاءت به مشاريع الإصلاحات السياسية والتشريعية، ويأتي برغبة كل منهم في التّموقع ما بعد رحيل الحكومة الحالية وتعويضها بأخرى تكنوقراطية تسهر على شفافية الانتخابات.