أقدم المئات من سكان مداشر مرشيش والسهب وديار معمر وتل تيرني الممتدة على طول المسافة الرابطة ما بين قرية السهب وتل تيرني، على شلّ حركة المرور بالطريق الوطني رقم 22 في شقه الرابط مابين تلمسان وسبدو باتجاه ولايات الجنوب الغربي، الذي يعتبر أكبر طريق وطني بالولاية، وتعطلت حركة المرور إلى غاية توصل السلطات المحلية إلى اتفاق مبدئي يقضي بالتزويد العاجل للمواطنين بقارورات غاز البوتان أولا، ثم العمل على برمجة قراهم للتزود بشبكة الغاز الطبيعي، وكذا حلّ المشاكل المعقدة المرتبطة بغياب شبكة الصرف الصحي التي تهدد الأراضي الفلاحية الموزعة على جوانب القرى بتلويث منتوجاتهم من الحبوب وغيرها . وأدت تعطل حركة المرور في حدود الساعة التاسعة من صباح أمس وإلى غاية العاشرة والنصف من نفس الفترة الصباحية، إلى طوابير من مئات السيارات والشاحنات، ما أدى إلى خلق فوضى غير مسبوقة في المنطقة المعروفة بهدوئها، وتعرف هذه الجهة بكونها منطقة باردة جدا، وتزداد فيها البرودة والصقيع بشكل غالبا ما يؤدي إلى التسبب في حوادث المرور وغلق للطرقات، بينما تعرف سكناتها بهشاشتها وقلة الهياكل الخدماتية فيها، وهذا ما أدى إلى حالة من التهميش بها. وفي قرية الفراونة بلدية تيرني دائما، عمد السكان إلى غلق الطريق الولائي رقم 3 احتجاجا على التهميش وغياب قارورات غاز البوتان، وتحولت الكثير من قرى تلمسان إلى بؤر للتوتر بسبب أزمة الغاز، في وقت أمر فيه والي تلمسان بفتح تحقيق إداري في خلفيات الإحتجاجات التي عاشتها بلدية عين النحالة طيلة الخمسة عشر يوما الماضية، وانتهت بنصب خيمة على الطريق السيار شرق غرب محور تلمسان، وقال مصدر مطلع، أن لجنة خاصة يرأسها والي تلمسان باشرت إجتماعها أمس وتتكون من مدير الإدارة المحلية ومدير التنظيم والشؤون العام ومدير الأشغال العمومية ومدير التخطيط ورئيس المجلس الشعبي الولائي نائب المجلس الشعبي الوطني محمد بن حمو، حيث تنقلت اللجنة أمس الأول واستمعت لمطالب المواطنين المتمثلة في تحويل مقر البلدية من عين نكروف إلى عين النحالة، ومن المتوقع أن يتم رفع تقرير بذلك، على أن يتم التكفل بالمطالب خلال التقسيم الإداري المقبل. وتثير هذه الاحتجاجات الكثير من التوتر بالولاية التي أصبحت قبلة لمشاكل المواطنين المُرحّلة، في غياب المنتخبين المحليين الذين فشلوا في تسويتها ونجحوا في ترحيلها إلى مسؤولين آخرين.