أعلنت السلطات الليبية أمس الثلاثاء، عن تشديد إجراءات التفتيش في كبرى المدن الليبية، وإعلان حالة استنفار في صفوف القوات الأمنية والجيش وكتائب الميليشيات المسلحة. وأصدرت اللجنة الأمنية العليا في ليبيا بيانا تعلن فيه، رفع حالة التأهب في كافة أنحاء ليبيا، ابتداء من يومه الأربعاء إلى غاية تاريخ الثالث والعشرين من الشهر الجاري، على خلفية التوجّس من اندلاع ثورة مضادة من أنصار القذافي، بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق الثورة على نظام القذافي. ونصّت الإجراءات الأمنية الجديدة المنصوص عليها في بيان اللجنة الأمنية العليا، على منع سير السيارات والمركبات بدون لوحات ترقيم، إلى جانب منع وضع موانع الرؤية على زجاج السيارات. وفي موضوع متصل، اندلعت ليلة أول أمس الاثنين، في مدينة غدامس على الحدود مع الجزائر، اشتباكات مسلحة بين مسلحين مجهولين وعناصر من ميليشيات موالية للمجلس الانتقالي، انتهت بمقتل شخص من الميليشيات. كما تعرّض حاجز أمني في المدينة نفسها، لإطلاق نار من طرف مجهولين مسلحين، وسط غموض يلفّ هويّات منفذي تلك العمليات. ويرجح أن تكون العمليات المسلحة المتفرقة التي شهدتها ليبيا خلال اليومين الماضيين، من تدبير عناصر موالية لنظام القذافي، كاستجابة للدعوة التي أطلقها نجل القذافي، الساعدي للشعب الليبي، منذ أيام، بالانتفاضة على حكام ليبيا الجدد والثورة على ميلشيات المسلحين وطردهم من المدن. وكانت أولى مظاهر الاستجابة لتلك الدعوة، قد انطلقت من مدينة الكفرة جنوبي ليبيا يوم الأحد، عندما شهدت المدينة معارك عنيفة وضارية بين أنصار القذافي مدعومين بقوات قدمت من النيجر والتشاد وبين ميليشيات موالية للمجلس الانتقالي، قبل أن يستولي أنصار القذافي على أجزاء واسعة من المدينة. وقد تعرض رتل مكون من مجموعة مركبات عسكرية رباعية الدفع، مساء أمس الثلاثاء، لهجوم مسلح من طرف مسلحين موالين للنظام الليبي السابق، في منطقة قريبة من مدينة سبها جنوبي ليبيا. وأطلق المهاجمون قذائف صاروخية حرارية وأخرى مضادة للدروع على الرتل خلال مروره بمنطقة الناصرية، في طريقه من مدينة بنغازي نحو منطقة الكفرة أقصى الجنوب الليبي، لدعم ومساندة ميليشيات تعرضت هي الأخرى لهجوم من أنصار القذافي. كما شهدت منطقة أخرى بضواحي سبها اشتباكات عنيفة بين قوتين واحدة موالية للمجلس الانتقالي وأخرى للنظام السابق، عندما حاول مسلحون اقتحام ثكنة تستقر بها كتيبة تسمى فارس الصحراء، تنتمي لميليشيات الثوار.