كما كان متوقعا، وفي ظلّ احتدام صراع الأجنحة بين الأفلانيين، خاصة بعد الإعلان عن القوائم النهائية لمرشحي الأفلان لتشريعيات 10 ماي، أقدم نهار أمس الإثنين 220 عضوا من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني نهار أمس على إصدار بيان ضمّنوه سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم. وكان أزيد من 280 عضوا قياديا باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، قد حاصروا صباح أمس بلخادم في مكتبه بمقر الحزب، وطالبوا بسحب الثقة منه وكذا مكتبه السّياسي، والذي حمّلوه الفشل وإبعاد الأفلان عن رموزه التاريخية وقاعدته النّضالية. وقد حضر الوقفة الاحتجاجية التي انتهت بتلاوة بيان أُعلن فيه سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم ومكتبه السياسي، العديد من الوجوه البارزة منها: عبد الكريم عبادة وبوجمعة هيشور، وجمال بن حمودة، بالإضافة إلى بورزام ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني ياسين أبو داود، محمد الصغير قارة، وحضر من المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف. وفي بيان تلاه النائب محمد بورزام، أعقب الوقفة التي انطلقت في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا بحضور بلخادم الذي فضّل مراقبة التطوّرات من مكتبه بالطابق الخامس لحزب جبهة التحرير الوطني، وسط هتافات "ارحل" ، "أنت خائن" وغيرها، جددّ ضرورة الإسراع في عقد لجنة استثنائية للدورة المركزية لتصحيح مسار الحزب، لاسيّما في هذا الظرف بالذات. ودعا بيان أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الدّاعين لرحيل عبد العزيز بلخادم، إلى ضرورة إنجاح مشاركة حزب جبهة التحرير الوطني في الانتخابات التشريعية المقرّرة في 10 ماي المقبل، رغم قوائم الترشيحات الهزيلة التي أُعدّت في الظلام بأشخاص لا علاقة لهم بالحزب العتيد، حسب نفس المصدر. كما شهد الاجتماع انتقادات كبيرة لأعضاء المكتب السياسي حسبما أكده مصدر حضر الاجتماع، حيث وجه معزوزي مصطفى عضو اللجنة المركزية ونائب سابق عن ولاية بسكرة "شتائم وسب" لعضو المكتب السياسي العياشي دعدوعة. ومن جهته، أكد المنسق العام لحركة شباب الأفالان، باديس بوالوذنين أن "حركته قامت بتأمين الاجتماع والتحضير له، من اجل إنجاح الحدث والتحضير الجيد لهذه الخطوة".وبرأي المتابعين لتطوّرات الصراع ببيت الأفلان، أن الأمين العام عبد العزيز بلخادم، سوف لن يرضخ للحملة التي تستهدفه، وأنه سيدفع بعدم شرعية إجراء سحب الثقة، لأنه لم يستلم أي طلب لعقد اجتماع استثنائي للجنة المركزية، لكن بالمقابل، لا يرى الملاحظون أن بلخادم سيقوى على استعادة التوازن ببيت الأفالان، خاصة في هذا الظرف الحسّاس، الذي ستتحدد على ضوء تطوراته حظوظ الحزب في التشريعيات القادمة، وفي كلّ الأحوال، فإن المراقبين يروون أن الأفالان، قد تلقى ضربة قوية للغاية، ستكلفه لا محالة فقدان الأغلبية التي كان يحوزها في المجلس الشعبي الوطني، بل وقد تهوي به إلى مستويات خطيرة، ستنفّر قاعدته منه، وقد تؤدي إلى تقسيم الحزب بشكل نهائي، وتضع الأفلانيين ككلّ في كفّ عفريت.