ممتد على أكثر من 3 كيلومترات تتوزع عبر ساحل ولاية الطارف على امتداد 90 كلم مجموعة من الشواطيء والخلجان الطبيعية ذات الجمال الأخاذ والتي تدعو زوارها إلى اكتشافها وممارسة السباحة بها والاسترخاء بعيدا عن صخب المدينة. ويعد شاطيء مسيدة وجهة عائلية بامتياز حيث يثبت التوافد الكبير للمصطافين على هذا الشاطئ والذي بلغ أوجه عقب انتهاء شهر رمضان بأنه لا يمكن لأي أحد مقاومة السحر الذي يمارسه هذا "الركن ذو الجمال الأخاذ" على زواره الذين يغادرونه في نهاية رحلتهم الاستجمامية بعد أن يكون قد أسرهم وسكن فؤادهم، حسب ما تم تأكيده بالمديرية المحلية للسياحة. وسرعان ما يفتن السائح الذي يمر عبر الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولاية عنابة ومدينة القالة بمياه البحر شفافة اللون وبالبحيرات المتلألئة والغابة المليئة بالاخضرار المتواجدة بالمكان والتي تفرض على زوارها التوقف ولو لهنيهة من أجل التأمل وإمعان النظر حسب ما اعترف به عديد المصطافين. وتعد الطوابير الطويلة للمركبات التي تحمل ترقيم مختلف ولايات الوطن مؤشرا على الإقبال الكبير الذي يشهده هذا الشاطئ الممتد على أكثر من 3 كيلومترات والذي يقسمه أحد الأودية إلى جزءين حيث يتيح للمصطافين فرصة التمتع بمنظر طبيعي خلاب واستثنائي يثبت بأن هذا "الركن الفردوسي" يستحق عناء التنقل اليه، حسب ما اعترفت به فازية وهي مصطافة شابة قدمت من ولاية البليدة. ويبدو جليا أن شاطئ مسيدة يوفر أحسن الظروف لمرتاديه مما يجعلهم يغادرونه وكلهم رضا ومتلهفين للعودة مرة أخرى. كما يعد هذا المكان مسرحا للمنافسات واللقاءات الرياضية حيث يحتضن منذ يوم الأربعاء المنصرم الطبعة العاشرة للجائزة الكبرى للصيف النسوي التي تشارك فيها أكثر من 170 جمعية مهتمة بترقية وتطوير الرياضة النسوية تمثل مختلف ولايات الوطن. ومن بين المصطافين المتواجدين بهذا الشاطئ شباب من الجمهورية العربية الصحراوية المقيمين بالمنطقة منذ 15 يوليو المنصرم حيث يمكثون ببيت الشباب لبحيرة طونقة ويستمتعون باكتشاف الثروتين النباتية والحيوانية المحليتين والحظيرة الوطنية للقالة وكذا المنطقة الرطبة المحمية. وصرحت الشابة كريمة سعيد بأن الشباب الصحراويين مبتهجون بإقامتهم على موقع خلاب مثل هذا حيث مكنتهم وسائل الترفيه والتسلية المتاحة بالمكان من نسيان رتابة الحياة اليومية لبضعة أيام. ويعد التقاط صور تخلد مرورهم بهذه المنطقة وتبادل عناوين البريد الإلكتروني جزءا من هذه التجربة التي عاشها على وجه الخصوص علي وهو مصطاف صار متعودا منذ 7 سنوات على العودة إلى هذا المكان من أجل الالتقاء بعديد الأصدقاء الذين تعرف عليهم بهذا الشاطيء الساحر قائلا "يبقى هذا الشاطئ محافظا على نظافته مقارنة بباقي الشواطئ بفضل الجهود اليومية التي لاحظناها بأم أعيننا بهذا المكان" معربا عن أسفه لعدم تحلي بعض المصطافين بروح المواطنة والتحضر. ويتم تأمين شاطيء مسيدة بشكل كلي حسب ما قاله من جهته رشيد وهو مصطاف كانت تبدو على محياه ملامح الغبطة بعد ما تمكن أعوان الدرك الوطني من العثور على ولده صاحب الأربع سنوات بعد اختفائه لفترة وجيزة. واستنادا لدليلنا السياحي فقد تمت الموافقة على 20 رخصة استغلال تندرج في إطار موسم الاصطياف لسنة 2014 بولاية الطارف حيث تم فتح 15 شاطئا للسباحة هذه السنة حيث يزخر شاطيء مسيدة المعروف برماله الذهبية الناعمة بمختلف وسائل الراحة أهمها موقف مركبات مهيأ بشكل جيد ومراحيض ومطاعم علاوة على جانب الأمن الذي يضمنه طوال ساعات اليوم مركز للدرك الوطني وهو الأمر الذي يفسر التوافد الكبير للسياح خلال هذه السنوات. ففي العام الماضي فقط توافد أكثر من 365 ألف مصطاف على شواطئ الطارف مقابل 70 ألف خلال شهر يوليو الذي تزامن مع شهر رمضان، حسب ما تم تأكيده من ذات المصدر بمديرية السياحة موضحا بأن موسم الاصطياف الحالي يبدو واعدا جدا بالنظر للعدد المتزايد للمصطافين المسجل خلال فترات نهاية الأسبوع على وجه الخصوص. وبالرغم من أنها تزخر بعديد الشواطئ من بينها القالة القديمة أو رأس روزة إلا أن ولاية الطارف لا تتوفر على عدد كاف من الفنادق وهياكل الاستقبال اذ يوجد بها 22 فندقا 4 منها مغلقة في الوقت الحالي للخضوع لأشغال إعادة التأهيل وبيتين للشباب بكل من طونقة والقالة علاوة على حوالي 10 غابات ترفيهية سترى النور بدءا من فصل الصيف المقبل وهو ما ينبئ بمستقبل سياحي أفضل لهذه الولاية الساحلية، حسب ما تم تأكيده. ولا تتمكن الفنادق ال15 لمدينة القالة من تلبية الطلب حسب آراء بعض المصطافين الذين يفضل عدد كبير منهم طريقة "الإقامة لدى السكان" لأن الأسعار تبقى معقولة. فيما يواصل فندق المنار الواقع بمدينة القالة الذي يضم مطعما جذب السياح لدرجة أنه أضحى لديه زبائن دائمين وذلك بفضل جودة الخدمات المقدمة. وتواصل مختلف شواطئ مدينة القالة التي تعد ملاذا حقيقيا للراحة والاسترخاء والتي تحتضن سهرات موسيقية تنشطها عديد الفرق الفنية جذب أعداد كبيرة من المصطافين