برعاية المركز الثقافي الجزائري في باريس، أقيم احتفالية لإحياء الذكرى السادسة لوفاة شاعر فلسطين محمود درويش. وقد تزامنت هذه الاحتفالية بمناسبة حفل توقيع كتاب الباحثة والناقدة الفلسطينية رابعة حمو (المشهد الاندلسي للشاعر محمود درويش) الصادر عن دار نشر لوفوليه دي مير في فرنسا 2014. وتخلل هذا الحفل فقرات أدبية وفينة منوعة عبر فيها المشاركون عن مدى أهمية الشاعر الفلسطيني على خارطة الشعر العربي والانساني، والدور الذي لعبه في استحضار فلسطين والدفاع عنها في المحافل الدولية من خلال أشعاره ودواوينه. وشارك في هذه الاحتفالية كل من الدكتورة رابعة حمو التي تحدثت عن كتابها ( المشهد الاندلسي) وعرضت مفاصله الأساسية للحضور، واعتبرت د. حمو هذه الدراسة مدخلا مهما للقارئ الفرنسي لفهم شعر وفلسفة وفكر محمود درويش الذي تخلو الساحة الفرنسية من دراسات أكاديمية معمقة لشعره. هذا الكتاب كان قد صدر في افريل 2014 وقدم له الباحث والشاعر الجليلي الدكتور صالح خليل السروجي من جامعة بايروث في ألمانيا. كما قدمت المؤرخة نهى خلف مسردا عن حياة الشاعر محمود درويش وأشعاره التي ربط فيها معاناة الشعب الجزائري وحركته التحررية لنيل استقلاله في حربه ضد الاستعمار الفرنسي مع نضال الشعب الفلسطيني وبينت أوجه التشابه بين الشعبين في سعيهما لنيل الحرية والاستقلال من ربقة الاستعمار والاحتلال وذلك من خلال قصيدة (الاوراس) لمحمود دوريش الصادرة في عام 1960. كما شارك الصحفي الجزائري مصطفى حميدوش من صحيفة L'humanité الفرنسية الذي توقف عند أهمية إنسانية شعر محمود درويش وانفتاحه على العالمية وتجاز شعره حدود فلسطين والعالم العربي ليصل الى رتبة شعر العظماء كشعر بابلو نيرودا وجارسيا ماركيز وآرغون. كما شارك الدكتور والمسرحي العراقي سعدي يوسف بحري في حوارية شعرية بين شعر محمود درويش وملحمة جلجامش التي استقى منها الدكتور أبياتها من جرح العراق ونكبته بعد حرب الخليج عام 1991 ودمجها مع جرح ونكبة فلسطين عام 1948 والتشابة بين نكبة الفلسطينيين بضياع فلسطين ونكبة العراق في ضياعه على يد التتار الجدد. كما أهدت الشاعرة والإعلامية الجزائرية لويزا ندور قصيدة بعنوان (أعتذر منك عما فعلت) لروح الشاعر محمود درويش في ذكراه. وتخلل الاحتفالية قصائد مغناه للشاعر محمود درويش بصوت الفنان الفلسطيني نسيم الدقم والفنانة الجزائرية نادية ريان اللذين أهديا الشعب الفلسطيني أغنية ( الغزاوية) للشاعر المصري محمد فؤاد نجم حيوا فيها صمود ونضال أهل غزة بعد العدوان الدموي عليها. وفاجأ الفنان التشكيلي الجزائري مصطفى بوطاجين الحضور بعرض لوحته المسماة ( محمود درويش) في بهو المركز كمساهمة منه لاستحضار روح محمود درويش للحاضرين والتعبير عن محبته للشاعر الكبير في يوم ذكراه.