تحتفل الجزائر بذكرى محمود درويش احتفالا خاصا، يكاد يكون مميزا بين كل الاحتفاليات التي كرمت بها المؤسسات الثقافية العربية هذا الشاعر العربي، الراحل جسديا عن ضفاف الحياة من دون أن يرحل حقا، عن شعره، وعن الذاكرة العربية والفلسطينية، وذلك من خلال إهدائه شهرا كاملا من التكريم والتخليد، ابتداء من 01 أكتوبر، القادم، والى غاية ال31 من الشهر نفسه. وسيشارك الجزائر في هذه الاحتفالية التكريمية مثقفون وشعراء عرب وأجانب، قرأوا لدرويش، واغتسلوا بطهر معانيه، فبالإضافة إلى رشيد بوجدرة، إنعام بيوض، رشيد القريشي، وحكيم ميلود من الجزائر، يستضيف أكتوبر الدرويشي كلا من برايتن بريتنباخ من جنوب افريقية، محمد بنيس من المغرب، عباس بيضون من لبنان، نجوان درويش وإلياس صنبر من فلسطين، عادل قرشولي من ألمانيا، لوز غارسيا من اسبانيا، فرانشيسكا كوراو من ايطاليا، وفاروق مردم باي من فرنسا. خليدة تومي، وزيرة الثقافة، وفي كلمة خصت بها نشرية الاحتفالية، أكدت أن الجزائر –بهذا التكريم- إنما تستعيد تقاليدها الراسخة التي قادتها عام 1988في احتضانها الإعلان الرسمي لميلاد الدولة الفلسطينية، الذي خطه الراحل محمود درويش ببراعة، مشيرة إلى أن محمود درويش خلق وطنا صوريا في وجدان كل فلسطيني وعربي، وانه من خلال خصوصية القضية الفلسطينية استطاع ان يتجسد في حساسية عالمية مشهود لها. الاحتفالية ستضم معارض وعروض موسيقى وقراءات شعرية وملتقيات نقاشية وورشات ترجمة، تدور كلها في فلك الإبداع الدرويشي المبهر، في حين فضلت الفنانة الجزائرية نصيرة بلعيز تكريم الشاعر الراحل على طريقتها الخاصة، من خلال تقديم رقصات تعبيرية، مستوحاة من حميمية نصوص محمود درويش، ومأخوذة بعطر الخزامى الفلسطينية، المنبعثة من حروف الحب والثورة، التي صاغها شاعر فلسطين الأول..والعرب.