لم يفوت الحجاج فرصة زيارة الحرم المكي دون أن يوثقوا تلك اللحظات بالتقاط صور سيلفي ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأجج هذا الهوس جدلا دينيا حول جدوى التصوير أثناء أداء مناسك الحج، وصدرت فتاوى تشجب التقاط تلك الصور الشخصية، حسبما ذكر موقع "الحرة". وعبر مغردون في "سيلفي" الحج عن آرائهم حول هذه الظاهرة، وتباينت مواقفهم بين من يعتبر تلك الخطوة مجرد ترفيه لا يستدعي أي انتقادات، وبين من يدعو الحجاج إلى ترك الهواتف النقالة والتركيز على إتمام مناسك الحج: ولم يحسم رجال الدين الجدل حول تحريم أو إباحة تصوير الحجاج لأدائهم مناسك الحج، لكن صرعة "سيلفي الحج" نالت متابعة رجال دين في السعودية، إذ حذر عاصم الحكيم، وهو داعية يعظ باللغة الإنكليزية بجدة من التقاط صور أثناء الوقوف بجبل عرفة والطواف حول الكعبة. وأضاف الداعية "أخذ صور في الحج دون سبب شرعي يظل موضع خلاف بين رجال الدين وهناك انقسام في آرائهم رغم أن ذلك الخلاف غير مبرر لأن السلوك الذي نراه يتناقض مع ما دعا إليه الإسلام". واعتبر مفتي الديار المصرية الأسبق علي جمعة من يعرض تلك الصور "غافلا يقوم بالتهريج بالتقاط صور في البيت الحرام الذي يتطلب الوجود فيه الخشوع". وتمنع السلطات السعودية منذ أعوام حمل الكاميرات داخل الحرم المكي دون ترخيص، وأوكلت مئات الحراس بمراقبة مرور الحجاج، لكن عددا منهم لم يمتثل لذلك واستخدموا هذا العام هواتفهم الذكية لتوثيق لحظات طوافهم حول الكعبة.