مراقبة متنقلة بمركبات مدنية وتواجد فجائي في الميدان فرقة أمن الطرقات فخ" رادع" للمخالفين وحل "ناجع " لتقليص حوادث المرور مواطنون يجهلون تواجدها ويلتزمون بالقانون أمام الحاجز الأمني الثابت فقط فرقة امن الطرقات، استحدثت منذ 6 اشهر بعد ان ارتات المديرية العامة للامن الوطني اهمية تجنيد فرقة متنقلة بسيارة مدنية مدعمة بدراجتين ناريتين هي الاخرى مدنية الا ان اعوان الشرطة يرتدون البدلة الرسمية تفاديا لانتحال الصفة، تعتمد على عامل الفجائية لرصد كل المخالفات المرورية والمناورات الخطيرة بصفة آنية ومعالجتها في الميدان، تباغت المخالفين من حيث لا يدرون لتحميهم وتحمي مستعملي الطريق من حوادث محتملة. وبالرغم من عمرها القصير الا انها اثبتت نجاعتها بتسجيل انخفاض في حوادث المرور وتعتمد اساسا على عاملي الوقاية والردع، تتواجد فرقة امن الطرقات بالعاصمة حاليا وستعمم على المدن الكبرى قريبا. بلغ ارهاب الطرقات ذروته في السنوات الاخيرة بحصد الآلاف من الضحايا من قتلى وجرحى سنويا ، سببها الاساسي بنسبة 90 بالمئة العامل البشري الذي يتجلى في مخالفة قوانين المرور لذا بادرت المديرية العامة للامن الوطني الى وضع مخطط اضافي يهدف الى فرض تواجد امني متنقل بعد ان اثبتت الدراسة بان المواطنين غالبا ما يلتزمون باحترام قوانين المرور امام الحواجز الامنية الثابتة، ويجدون ضالتهم في ارتكاب التجاوزات والمخالفات حال استشعارهم بعدم وجود رقابة امنية تضبط قيادتهم السليمة احترامهم للقانون. وقد كانت "لليوم" رفقة مجموعة من الصحافيين خرجة ميدانية رفقة فرقة امن الطرقات انطلاقا من باب الزوار وحتى العاصمة للاطلاع على نشاطها وكيفية ضبطها للمخالفات المرورية والتقرب منها للتعرف على عملها العملياتي ميدانيا. فرقة امن الطرقات، مدنية، متنقلة وفجائية لرصد المخالفات المرورية وفي هذا الصدد قال محافظ الشرطة رابح زواوي ممثل المديرية العامة للامن الوطني رئيس مكتب الاتصال والعلاقات العامة خلال مداخلة بمقر مديرية الامن العمومي بباب الزوار التي تم انشاؤها مؤخرا حيث عرض كل الارقام المتعلقة بنشاط الفرقة في غضون 6 اشهر بقوله بانه " في اطار مواجهة ومجابهة ظاهرة حوادث المرور والسهر على انسيابية حركة السير عبر الطرقات لاسيما على مستوى المناطق الحضرية خاصة في اوقات الذروة خصوصا خارج نطاق المراقبة المرورية الثابتة. واشار رابح زواوي في نفس الصدد بان فرقة امن الطرقات تسهر على متابعة ومراقبة حركة السير لاسيما على مستوى الطريق السريع من خلال رصد المخالفات على غرار المناورات الخطيرة، التجاوزات الممنوعة، السير على الرصيف الاستعجالي دون ضرورة ملحة، اجتياز الخط المتواصل، الافراط في السرعة، عدم احترام الاشارات الالزامية، الوقوف والتوقف الممنوعي، استعمال الهاتف النقال خارج نطاق المراقبة الثابتة، الدوران الممنوع، والسير في الاتجاه المعاكس. أعوان الفرقة بالبدلة الرسمية ومركبات مدنية لتفادي انتحال الصفة وتطرق ممثل المديرية العامة للامن الوطني الى اهداف فرقة امن الطرقات وعلى رأسها الوقاية من حوادث المرور باثبات التواجد الامني خارج نطاق المراقبة الثابتة ورصد كل المخالفات والتجاوزات الخطيرة الى جانب تفتيش ومراقبة السيارات المشبوهة والتنسيق مع مركز العمليات من خلال كاميرات المراقبة الموزعة عبر الطرقات وتكون مدعمة بدراجات نارية مدنية ايضا لتسهيل رصد وضبط مخالفي قانون المرور بصفة قانونية ونظامية وليست بطريقة المطاردة كما يلتزم اعوان الفرقة بارتداء البدلة الرسمية تفاديا لانتحال الصفة. تسجيل 5533 مخالفة خلال 6 اشهر منها 1148 تتعلق باستعمال الهاتف النقال واشار المتحدث الى انه وعلى مدار ما يفوق 6 اشهر منذ استحداث هذه الفرقة تم تسجيل 5533 مخالفة منها 2589 خلال الثلاثة اشهر الاخيرة من 2014 وتسجيل 2665 مخالفة خلال الثلاثي الاول من 2015 وهي مجمل المخالفات التي لا ترصد في الحاجز الامني الثابت وتم تسجيل في مخالفة احراج وعرقلة حركة المرور 35 حالة، تعتيم الزجاج ب 139 حالة، اما السير على الرواق الاستعجالي بدون ضرورة ملحة فتم تسجيل 220 حالة، فيما تم تسجيل من اكبر الحالات استعمال الهاتف النقال عددا كبيرا حيث بلغ عددها 1148 مخالفة، فيما بلغت مخالفات عدم استعمال حزام الامن 58 حالة، الدوران الممنوع 204 حالة، عدم احترام "قف" 443 حالة، المناورات الخطيرة 885 حالة، التجاوز على اليمين 98 حالة، اجتياز الخط المستمر 377 حالة، اما الرجوع الى الخلف في الطريق السريع فبلغت 101 حالة، التجاوزات الخطيرة 170 حالة، وبالنسبة للوزن الثقيل السير في اقصى اليسار ب 399 حالة فيما سجلت الفرقة انشاء محطة غير قانونية على مستوى الطريق السريع ب 57 حالة وهي المخالفة التي يرتكبها الناقلون الخواص. تنسيق عملياتي مع حواجز أمنية أخرى ، مركز العمليات والوحدة الجوية وفي سياق آخر قال رئيس فرقة امن الطرقات زعاف احمد بان الفرقة سجلت على الهامش جنحا متعلقة بالاداب والمخدرات حيث تم رصد 19 جنحة بالاضافة الى مخالفات تتعلق بعدم تطابق وثائق السيارة وعدم تقديم رخصة السياقة التي بلغ عدها 119 حالة وشهادة تامين السيارة منتهية الصلاحية ب 18 حالة مشيرا الى ان تنقل الفرقة يتم على هذا الشكل، دراجتان ناريتان وسيارة مدنية تتنقل عبر المدينة والطرق السريعة بصفة فجائية لرصد المخالفات ولكنها لا تقوم بعملية المطاردة ففي حالة فرار السائق او عدم اللحاق به يتم الاتصال بالحاجز الموالي بمنحة رقم اللوح الرقمي ومواصفات السيارة والتنسيق يتم ايضا مع الوحدات الجوية والكاميرات وكذا مركز العمليات المركزي الذي يرصد المخالفات ويقوم بالاتصال بالفرقة في عين المكان كما هو الحال في التظاهرات الرسمية. من حق الفرقة المتنقلة نصب حاجز أمني ثابت لدواع ضرورية واشار المتحدث الى ان بداية نشاط فرقة امن الطرقات تجعل المواطن لا يتجاوب مع الفرقة المتنقلة لانه غالبا ما يجهل وجودها لكن مع الوقت سيتعود عليها وستفرض عليه نوعا من الرقابة الذاتية التي يمارسها غالبا عندما يكون بصدد العبور من امام الحاجز الامني الثابت فهذا يساهم في تهذيب سلوكه واحترامه لقانون المرور اينما كان وليس في وضعية معينة فقط مشبها الامر " بالشرطي المخفي " كاشفا بانه من حق الفرقة المتنقلة لداع من الدواعي التوقف ونصب حاجز امني ثابت على غرار التعزيزات الامنية التي يقوم بها اعوان الشرطة في نهاية السنة اين تكثر في هذه المناسبات تسجيل السياقة في حالة سكر حيث يتم تعزيز نقاط التفتيش الثابتة واستعمال اجهزة قياس نسبة الكحول في الدم. تجاوزات بالجملة وأول مخالفة تسجل بعد 5 دقائق فقط من خروج الفرقة وفي الخرجة الميدانية التي قادت مجموعة من الصحفيين من بينها "اليوم" مع فرقة امن الطرقات على مستوى الطريق السريع بين الدار البيضاء والعاصمة، تم رصد عدد من المخالفات في وقت وجيز كانت اولها بعد خمس دقائق فقط من السير حيث قام الشرطي بالدراجة النارية بالاشارة الى توقيف سائق شاحنة على مستوى الحميز بعد اخطار الشرطي في السيارة المدنية وسجلت عدة مخالفات في حق سائق الشاحنة اولها السير على الرواق الثالث، وبعد مواجهته بالمخالفة رفض تسليم رخصة سياقته بحجة انه نسي كل الوثائق بالمنزل وهي المخالفة الثانية اما المخالفة الثالثة فهي احدى العجلات التي كانت غير صالحة اذ تشكل خطرا على كل من حوله حيث تم تحويله الى مصلحة الامن الحضري، وتواصل سير الفرقة المتنقلة عبر باب الزوار ثم الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء والعاصمة حيث تم توقيف سيارة من نوع 207 ذات لوحة قانونية بيضاء غير مطابقة للمواصفات القانونية الا انه تبين فيما بعد بانه شرطي زميل، بعدها لم تفصل الفرقة سوى دقائق فقط ليتم توقيف شاب على متن سيارة بسبب مناورة خطيرة بتنقله على رواق اليمين ثم اليسار بدون تفعيل الاشارة، مخالفة اخرى رصدتها فرقة امن الطرقات لسائق شاحنة آخر وهي السير على اليسار بالنسبة للوزن الثقيل، اما المخالفة الرابعة فكانت على مستوى "الصابلات" اين تم توقيف شاب عشريني بسبب اقدامه على مناورة خطيرة وكان شرطي الفرقة يواجه المخالفين باخطائهم واخطارهم بسحب رخصة السياقة وتحرير غرامة جزافية بقيمة 4 آلاف دج حجج واهية وسيناريوهات لإثارة شفقة الشرطي طبعت ردود افعال المخالفين من السائقين استعانتهم اولا بالاعتراف بخطئهم اما الملاحظة الثانية فتتعلق بجملة الحجج التي يطلقها هؤلاء لنيل استعطاف الشرطي وعدم سحب رخصة سياقتهم فقد تحجج سائق الشاحنة الاول بنسيان وثائقه في مقر سكناه بعد خروجه مستعجلا فيما برر العجلة غير الصالحة بانه كان متوجها لاصلاحها، من جهته برر الشاب الذي سجل مخالفة تغيير الرواق دون اشارة بانه كان شارد الذهن لانه بصدد التوجه نحو المحكمة لانه متابع قضائيا فرد عليه الشرطي بان"تصرفه المتهور كان سيجعله يتسبب في حادث وقد لا يصل الى المحكمة لاقدر الله، حجة اخرى حاول الشاب العشريني التهرب من المسؤولية من خلالها اذ رد بقوله "انا اعترف بخطئي لكنني تحصلت منذ 20 يوما فقط على رخصة السياقة لذا فارجو ان تسامحوني ولا تحاسبوني على الاقل حتى اتعود على القيادة" وذكر رئيس الفرقة موقفا بتوقيف شاب قام بمناورة خطيرة فتحجج بان والده توفي وانه يسرع لحضور الجنازة قائلا بان اعوان الشرطة يتحلون بالانسانية ومراعاة بعض الظروف القاهرة للسائقين حيث تمت مسامحته الا انهم فوجئوا في اليوم الموالي بنفس الشخص يقوم بمناورة اخرى ليكتشفوا بان قصة وفاة والده لم تكن سوى كذبة من اجل التهرب من المسؤولية ليردف بقوله " لقد تعودنا على سماع سلسلة من السيناريوهات الواهية والمتكررة في كل مرة حتى بتنا نحفظها عن ظهر قلب" أغلب المخالفين كانوا يجهلون وجود فرقة أمن الطرقات المتنقلة وبالرغم من مرور حوالي 6 اشهر منذ استحداث فرقة امن الطرقات بالعاصمة وهي العملية النموذجية التي من المرتقب ان تعمم الى المدن الكبرى على غرار قسنطينةوهران وعنابة الا ان عددا كبيرا من السائقين لازالوا يجهلون وجودها فكانت معظم اجوبة السائقين المخالفين خلال الخرجة الميدانية بجهلهم بوجودها ما عدا احدهم الذي اكد بانه كان على علم باستحداثها من خلال روبورتاج شاهده في التلفاز. سائقو الشاحنات والحافلات من أكبر مرتكبي التجاوزات الخطيرة وذكر رئيس الفرقة بان اصحاب الشاحنات غالبا ما يرتكبون تجاوزات خطيرة ويتسببون في حوادث مميتة خاصة منهم من ينقلون حمولات من الرمل والحجر، قائلا بان الرقابة تكون مشددة عليهم على غرار اصحاب الحافلات او كما يطلق عليها "النقل الجماعي " مشيرا في هذا السياق الى انه في الاونة الاخيرة تم تسجيل حوادث مرور فظيعة بسبب تجاوزات هؤلاء الناقلين اذ قال بان "نتائج حوادث حافلات نقل المسافرين تكون وخيمة بتسجيل اكبر عدد من الضحايا قد يصل الى 30 شخصا ضاربا المثل بحادثي ولاية افلو وتمنراست ". مواطنون يستحسنون استحداث الفرقة ويثمنون عملها في الميدان واكد رئيس فرقة امن الطرقات في سياق آخر بان عددا كبيرا من المواطنين استحسنوا استحداث هذه الفرقة المتنقلة لانها تساهم في حمايتهم من تجاوزات خطيرة قد تودي بحياتهم عبر الطرق السريعة حيث ذكر في هذا الاطار بموقف حدث له اثناء اداء مهامه بتسجيل شاب كان يقوم بمناورات خطيرة في الطريق السريع وكاد يتسبب في حوادث مرور مروعة في حق امرأة سائقة رفقة طفلها الرضيع وسيارة اخرى كان على متنها رجل مسن فتمكنت الفرقة من توقيف هذا السائق المتهور وسحب رخصة سياقته وتحرير مخالفة في حقه فما كان من المرأة والرجل المسن الا ان صفقا على عمل الفرقة شكرا وامتنانا لتواجدهم في الوقت والمكان المناسبين لتفعيل العمل الوقائي والردعي في آن واحد. فرقة امن الطرقات ستعمم في المدن الكبرى قريبا و اضاف ممثل المديرية العامة للامن الوطني زواوي بان فرقة امن الطرقات المتواجدة في العاصمة فقط في الوقت الراهن ستعمم الى المدن الكبرى لان العملية النموذجية نجحت و تم تسجيل تناقص في نسبة حوادث المرور .