180 عائلة تبحث عن فلذات أكبادها منذ 2008 والرابطة تدق ناقوس الخطر "الحراقة " بين ثالوث الموت، السجن أو التحلل في مصالح حفظ الجثث الأوربية
دقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان ناقوس الخطر حول وضعية المهاجرين غير الشرعيين فالمئات يلقون حتفهم بقوارب الموت في عرض البحر المتوسط فيما يقبع العشرات في السجون الاسبانية 'الفرنسية والبلجيكية لفترات غير محددة وحتى من وصلت جثثهم الى البلدان الاروبية تتواجد الآن في حالة متقدمة من التحلل في مصالح حفظ الجثث بهذه البلدان ويبقى الامر في كل ذلك هو الحادثة الاخيرة وهي قضية احتجاز 14 شابا جزائريا من طرف السلطات المالطية في مراكز الاعتقال بالرغم من دخولهم بصفة قانونية بالتاشيرة والتذكرة.
قضية 14 شابا جزائريا في مراكز الاعتقال المالطية تثير الجدل اعلنت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن طريق هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة، عن متابعتها باهتمام قضية احتجاز 14 شابا جزائريا من طرف السلطات المالطية في مراكز الاعتقال منذ، حيث ان الرعايا وصلوا صبيحة يوم 23 /04 /2015 الى مالطا في رحلة سياحية باعتبارهم دخلوا البلاد بصفة قانونية، قاموا بشراء التذكرة واقتناء التأشيرة بطريقة قانونية، لكن لدى وصولهم الى المطار تم اعتقالهم دون سابق إنذار، حيث وضعوهم رهن الحبس أين تمت معاملتهم بطريقة تعسفية، مما جعل الرعايا الجزائريين المعتقلين في مالطا يشرعون في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 25 /04 /2015 ، وناشدوا السلطات الجزائرية التدخل العاجل، باعتبارهم دخلوا البلاد بصفة قانونية.
البحر المتوسط يتحول إلى مقبرة كبيرة والاتحاد الأوربي يعتمد على الردع واوضحت الرابطة في بيان تلقت " اليوم" نسخة منه بان البلدان الأوروبية تقوم بالترحيل القسري لأكثر من خمسة آلاف جزائري سنويا إلى الجزائر لأسباب مختلفة متهمة الاتحاد الاوروبي بتحويل البحر المتوسط الى " مقبرة كبيرة" مشيرة الى ان ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط لن تجد أي حل جذري بدون فتح أبواب الحوار بالشراكة الاقتصادية العادلة بين دول ضفتي"شمال\جنوب" والتي تستدعي أيضا اتخاذ خطوة جادة وقرار حاسم من اجل محاربة الأسباب الحقيقية التي تقود إلى الهجرة غير الشرعية وعدم التركيز فقط على الجانب الأمني والردعي.
قوارب الموت تحصد المئات سنويا والعشرات في عداد المفقودين وفي هذا الصدد دعت الرابطة السياسيين من الضفتين لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ويجدر التذكير بصورالمهاجرين الذي لقوا حتفهم في عرض البحر المتوسط ففي مدة تقل عن السنة استقبلت الرابطة أكثر من 180 عائلة بصدد البحث عن ابنائها منهم مفقودين منذ سنة 2008 مشيرة الى انه كل سنة يتم تسجيل هلاك العشرات من المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر، هذه الظاهرة اصبحت تشكل مصدر قلق للمسؤولين الجزائريين والاتحاد الاوربي المكلفين بهذا الملف، فسياسة الردع والعقاب باتت غير مجدية.
وفي هذا الصدد اعتبرت الرابطة بان الصور التي تداولتها وسائل الإعلام لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من واقع الهجرة غير الشرعية، فعدد كبير من المهاجرين السريين الذين تمكنوا من الوصول إلى أوروبا، يتواجدون حاليا في السجون لفترات غير محددة ، فبعض الدول تعتمد الحبس كحل لهذا المشكل فيما تفرض دول أخرى غرامات مالية على تواجد مهاجرين غير شرعيين على ترابها ويصل الأمر الى فرض إجراءات عقابية على كل من يقدم يد المساعدة إلى أولئك المهاجرين السريين.
الهجرة حق شرعي تكفله الاتفاقيات الدولية والدول ملزمة باحترامها واشار هواري قدور الامين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة بان كل سياسة ردعية في هذا المجال لا تحمل أي طابع إنساني وتضر بجماعات من الأشخاص بحاجة الى حلول مادية ملموسة وبرامج تنموية التي يفتقدون اليها يوميا في بلدانهم. فغياب افاق مستقبلية، عدم الاستقرار، البطالة والفقر تدفع فئات كثيرة الى محاولة الهجرة، كما ان التشدد في منح التاشيرات الى البلدان الاوربية يقمع امالهم في الوصول الى اوروبا بطريقة شرعية، والشروط الخطيرة التي يتوجه فيها هؤلاء المهاجرون الى قطع البحر المتوسط لن تشهد تحسنا الا اذا تم اتخاذ اجراءات عاجلة كما ان الدول المشكلة للمجلس الاوربي لابد ان تعي جيدا بان الهجرة حق شرعي للانسان وان تحضر نفسها لقبول الظاهرة بشكل شرعي ودائم وكذا العمل على تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين".
العشرات من جثث الجزائريين تقبع في إسبانيا، أليكانت والميريا الإيطالية
العشرات من جثث الجزائريين متواجدة بمصالح حفظ الجثث الاسبانية، الميريا، اليكانت وعدة مدن اخرى بايطاليا ففي مدينة " الميريا" بعض الجثث تقبع هناك لمدة تزيد عن ستة اشهر واخرى لمدة تزيد عن السنة حيث تتواجد في حالة متقدمة من التحلل" هذه الارقام لا تحرك أي موقف فوفاة جزائري في ظروف ماساوية وغير محتملة تبقى وفاة تحتسب ضمن المئات او الآلاف منها.
جمعيات خيرية ورجال أعمال أبدوا نية تقديم المساعدة والترخيص يعرقل المبادرة وطالب هواري قدور الدولة الجزائرية برفع العراقيل البيروقراطية من اجل مساعدة الشباب الجزائريين المحتجزين في السجون بكل من فرنسا. اسبانيا، بلجيكا، ايطاليا، اليونان وغيرها الذين يحاولون العيش في ظل الهجرة غير الشرعية وكذلك العمل على نقل الجثث المتحللة للجزائريين في مصالح حفظ الجثث، فعدة رجال اعمال جزائريين، جمعيات خيرية اعربت عن رغبتها في تقديم المساعدة الا انهم في نفس الوقت اكدوا صعوبة حصولهم على الترخيص من اجل القيام بذلك لانه من المخزي ان تقوم جمعيات خيرية انسانية بلجيكية وسويسرية بمد يد العون لاخواننا الجزائريين في خطر.