معهد خادم الحرمين الشريفين أرجع الظاهرة إلى التشابه في الأماكن المعتمرون الجزائريون الأكثر تيهانا في الحرم المكي والسعودية تتوعد الوكالات السياحية بأشد العقوبات
حل المعتمرون الجزائريون في المرتبة الثانية من بين الأكثر تيهانا خلال موسم العمرة الجاري والأغلبية منهم أعمارهم تتراوح بين 51 و70 عاما، وفي هذا الإطار أطلقت وزارة الحج السعودية أول أمس، تحذيرا شديد اللهجة لجميع شركات ومؤسسات العمرة غير المتجاوبة مع نداءات مركز إرشاد التائهين.
وكشفت دراسة سعودية أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج حول ظاهرة تيه المعتمرين، أن أكثر التائهين خلال موسم العمرة هم ممن تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عاما بنسبة بلغت 46 بالمائة، فيما استحوذ المعتمرون المصريون على نسبة 33 بالمائة من جملة التائهين، يليهم معتمرون من الجزائر واليمن والسودان وباكستان.
وكحلول جذرية لمعالجة هذه الظاهرة اقترحت الدراسة صبغ الجهات الأربع للحرم المكي بألوان مختلفة وتأمين سوار معصمي لكل معتمر يحتوي معلومات مفصلة عنه، فضلا عن خرائط إرشادية بتقنية تحديد المواقع "جي بي اس".وبات تيه المعتمرين في مكة من الظواهر التي تثير جدلا كبير في السعودية، سيما عند حلول المواسم الدينية كشهر رمضان، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتغص مراكز إرشاد بمكة بالمئات من المعتمرين التائهين عن مساكنهم.
وأصبحت مشكلة التيه تشكل هاجسا يؤرق الكثيرين من المعتمرين وينغص عليهم رحلتهم في مكة التي تتميز بطبيعتها الجبلية وعدم وضوح الطرق الطولية والعرضية فيها.
وقالت الدراسة السعودية أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج حول ظاهرة تيه المعتمرين، إن التشابه في الأماكن يعتبر أحد ابرز أسباب ذلك، إضافة إلى عدم وجود مرشدين ولوحات وخرائط توضيحية فضلا عن تداخل شوارع مكةالمكرمة مع بعضها البعض كما أن شكل الحرم المكي الدائري الذي تتوسطه الكعبة المشرفة مع تشابه مخارجه ومداخله كلها عوامل عززت تفشي ظاهرة تيه المعتمرين.
وزارة الحج السعودية من جهتها أطلقت أمس، تحذيرا شديد اللهجة لجميع شركات ومؤسسات العمرة غير المتجاوبة مع نداءات مركز إرشاد التائهين والتي تفيد بضرورة التواجد لاستلام المعتمر التائه. وقالت الوزارة إنها ستوقع أشد العقوبات على شركات العمرة المتخاذلة، سيما أن حالة الطقس التي تعيشها مكة من حرارة لا تحتمل تأخير وجود التائهين بعيدا عن مقر سكنهم.
وقالت وزارة الحج السعودية "إنه نظرا لبدء ذروة أعمال العمرة خلال رمضان وما تشهده مكة من ازدحام شديد وحرارة في الأجواء فإنه يجب على جميع شركات ومؤسسات العمرة الالتزام والحرص التام لتنفيذ أفضل الخدمات للمعتمرين"، وشددت على ضرورة التجاوب مع نداءات مركز التائهين والتشديد على ممثليهم بسرعة التواجد لتسلم المعتمرين دون تأخير وذلك لإيصالهم لمقر سكنهم.
تجدر الإشارة إلى أن شركات العمرة والبالغ عددها 84 شركة هي مؤسسات تختص بخدمة المعتمرين من خارج السعودية وتتمثل مهامهم في تقديم كافة الخدمات اللازمة للمعتمر في مكة والمدينة من سكن وإعاشة وتنقل وتشرف على هذه الشركات وزارة الحج، وهي الجهة الحكومية الرسمية المسؤولة عن شؤون العمر والحج وتعتبر المرجع الأول للمعتمر منذ قدومه للأراضي المقدسة إلى حين مغادرته.