كشفت دراسة سعودية أن الجزائريون احتلوا المرتبة الثانية في قائمة المعتمرين التائهين في مكةالمكرمة مشيرة إلى أن المصريين يأتون في الريادة بنسبة 33 بالمائة. قالت دراسة سعودية أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج حول ظاهرة تيه المعتمرين، إن التشابه في الأماكن يعتبر أحد أبرز أسباب التيه، إضافة إلى عدم وجود مرشدين ولوحات وخرائط توضيحية، فضلا عن تداخل شوارع مكةالمكرمة مع بعضها البعض، كما أن شكل الحرم المكي الدائري الذي تتوسطه الكعبة المشرفة مع تشابه مخارجه ومداخله كلها عوامل عززت من تفشي ظاهرة تيه المعتمرين. وجاء في الدراسة أن أكثر التائهين خلال موسم العمرة هم ممن تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عاما بنسبة بلغت 46 بالمائة، فيما استحوذ المعتمرون المصريون على نسبة 33 بالمائة من جملة التائهين، يليهم معتمرون من الجزائر واليمن والسودان وباكستان، وكحلول جذرية لمعالجة هذه الظاهرة، اقترحت الدراسة صبغ الجهات الأربع للحرم المكي بألوان مختلفة، وتأمين سوار معصمي لكل معتمر يحتوي معلومات مفصلة عنه، فضلا عن خرائط إرشادية بتقنية تحديد المواقع ”جي بي اس”. وأكد نفس المصدر أنه يتوزع في مكة بكل موسم رمضاني الآلاف من منسوبي جمعية الكشافة السعودية، فضلا عن رجال الأمن بهدف مساعدة وإرشاد المعتمرين التائهين وإيصالهم إلى مقرات سكنهم، أو تسلميهم لوزارة الحج التي أنشأت مراكز متخصصة لإرشاد التائهين تنشر في بالقرب من الحرم وفي مساكن المعتمرين، لكن ما يعوق هذه الجهود قلة الكوادر البشرية مقارنه بعدد المعتمرين الذي يبلغ الملايين، فضلا عن تعدد اللغات والذي يشكل عائقا عن التواصل مع المعتمر. وأمام هذا أشارت وزارة الحج إنه نظراً لبدء ذروة أعمال العمرة خلال رمضان الجاري، وما تشهده مكة من ازدحام شديد وحرارة في الأجواء، فإنه يجب على جميع شركات ومؤسسات العمرة بالالتزام والحرص التام لتنفيذ أفضل الخدمات للمعتمرين، وشددت على ضرورة التجاوب مع نداءات مركز التائهين والتشديد على ممثليهم بسرعة التواجد لتسلم المعتمرين دون تأخير، وذلك لإيصالهم لمقار سكنهم، علما أن شركات العمرة والبالغ عددها 84 شركة، هي مؤسسات تختص بخدمة المعتمرين من خارج السعودية، وتتمثل مهامهم في تقديم كافة الخدمات اللازمة للمعتمر في مكة والمدينة من سكن وإعاشة وتنقل، وتشرف على هذه الشركات، وزارة الحج السعودية وهي الجهة الحكومية الرسمية المسؤولة عن شؤون العمر والحج وتعتبر المرجع الأول للمعتمر منذ قدومه للأراضي المقدسة إلى حين مغادرته.