ألمح امبراطور اليابان أكيهيتو في رسالة تلفزيونية مسجلة إلى الشعب تم إذاعتها امس إلى رغبته في التنازل عن العرش، وذلك بعد معاودة المرض له عدة مرات على مدار السنوات الماضية وتزايد التكهنات حول مستقبله. وقال الامبراطور 82 عاما في رسالة نادرة إلى الشعب :"عندما أفكر في أن مستوى لياقتي البدنية يتراجع تدريجيا، أشعر بالقلق من أنه ربما يصبح من الصعب علي أن أقوم بواجباتي، كرمز للدولة بكل كياني كما ظللت أفعل حتى الآن". ووفقا للدستور الياباني، فإن الامبراطور هو "رمز الدولة ووحدة الشعب" ولكنه لا يتمتع بأي سلطة سياسية، ما يعني أنه من الصعب من الناحية القانونية والسياسية أن يطرح أكيهيتو بصورة مباشرة مسألة التنازل. وتجدر الإشارة إلى أن العائلة الامبراطورية اليابانية هي الأطول بقاء في الحكم على مستوى العالم حيث تعود لأكثر من 2600 عام. وكان آخر امبراطور تنازل على العرش قبل نحو 200 عاما. وقال :"تماشيا مع تقدم عمر الامبراطور، أعتقد أنه من غير الممكن أن يستمر تخفيض مهام الامبراطور إلى الأبد في الأمور المتعلقة بالدولة ومهامه كرمز للدولة". وأضاف :"عندما يكون الامبراطور مريضا وتصبح حالته حرجة، فإنني أشعر بالقلق، كما رأينا في الماضي، أن يتعطل المجتمع وأن تتأثر حياة الناس بصور مختلفة". وفور إذاعة الرسالة، صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحفيين بأنه سيتم دراسة أفكار الامبراطور بصورة جدية. وأضاف :"يتعين علينا أن ندرس بصورة جدية ما يمكن فعله كاستجابة لما يُقلق الامبراطور". وتجدر الإشارة إلى أن رسالة اليوم هي الثانية فقط للامبراطور. وكانت الرسالة الأولى قد تم بثها بعد الزلزال والتسونامي اللتين شهدتهما اليابان عام 2011 . وتأتي الرسالة التي تصل مدتها إلى عشر دقائق بعد أسابيع من تداول الإعلام الياباني تقارير تشير إلى أن الامبراطور يفكر في التنازل عن العرش. وكانت هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في اليابان كشفت منتصف تموز/يوليو الماضي أن الامبراطور يرغب في التنازل عن "عرش الاقحوان" لابنه ولي العهد الأمير ناروهيتو 56 عاما في غضون سنوات قليلة، قبل أن يصبح ضعيفا جدا لأداء لدرجة لا يمكن معها القيام بواجباتها. وقال أكيهيتو :"قبل سنوات، وبعد الجراحتين اللتين خضعت لهما، بدأت أشعر بتراجع في مستوى لياقتي بسبب تقدمي في السن". وأضاف :"بدأت أفكر في المستقبل القريب … وماذا سيكون الأفضل للبلاد، وللشعب، وأيضا لأفراد العائلة الامبراطورية الذين سيخلفونني". ووفقا لاستطلاع أجرته وكالة أنباء "كيودو" في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن 7ر85% من المشاركين في الاستطلاع، قالوا إنهم موافقون على التنازل عن العرش بينما قال 8ر10% إنهم يفضلون الوضع الراهن. وتولى أكيهيتو العرش عام 1989 عقب وفاة والده الامبراطور هيروهيتو.