شكل موضوع "من أجل مشروع وطني لبعث النشاط السمعي البصري والسينمائي في الجزائر" محور النقاش الذي أقيم، أمس، بفضاء فرانز فانون بديوان رياض الفتح والذي دعا إليه المنتج التلفزيوني بوعلام عيساوي، وشارك فيه نخبة من المهنيين وممثلي الجمعيات المعنية بالإنتاج التلفزيوني والسينمائي في الجزائر وممثلي المؤسسة العمومية للتلفزيون. فبعد الكلمة التي ألقاها السيد بوعلام عيساوي والتي تطرق فيها إلى مختلف الإرهاصات التي تؤثر في المشهد السمعي البصري الجزائري والمؤثرات التي تعيق المنتج المستقل في علاقته بالمؤسسة العمومية للتلفزيون، الشريك الأوحد لهؤلاء، قرأ السيد كاديك مساعد المدير العام للتلفزيون، رسالة موجهة للحاضرين إستعرض فيها بالخصوص فلسلفه المدير الجديد لبناية شارع الشهداء، ورآه لترقية المشهد التلفزيوني مشيرا في الآن ذاته إلى فشل التجربة التي عرفتها المؤسسة منذ سنوات، ودعا إلى ضرورة إستحداث مكانيزمات جديدة لترقية المشهد السمعي البصري بإشراك كل الفاعلين في الساحة. وذكر السيد كاديك بهوية المؤسسة العمومية للتلفزيون ذات الخدمة العمومية وذات توجه حكومي تؤطرها مجموعة من الأخلاقيات، لكنه أردف بالقول أن دفتر الأعباء الوحيد الساري المفعول منذ عام 1991 لم يعد يتماشى والتطورات الإقتصادية، الإجتماعية والتكنولوجية التي يعرفها العالم. اليوم الدراسي الذي كان من المفروض أن يشهد مجموعة من التدخلات المتخصصة في جملة من النقاط المتعلقة بواقع الساحة السينمائية والسمعية البصرية في الجزائر، كان فرصة أساسية ليعبر فيها عدد من المنتجين الخواص عن قلقهم تجاه العلاقة "الغير واضحة" بالمؤسسة العمومية للتلفزيون التي عرف تسييرها خلال السنوات الأخيرة انفتاحا مشوشا نتيجة إقحام العلاقات الخاصة في ما يعرف بالإنتاج التنفيذي ، كما أضاف أحد المنتجين من مدينة عنابة، أنه ورغم تردده على مختلف مصالح المؤسسة لم يجد من يقبل عمله الفني. فيما عبرت منتجة أخرى من العاصمة عن استحالة مقابلة المدير العام لهذه المؤسسة الذي عين قبل ثلاثة أشهر... المخرج السينمائي لمين مرباح، تحدث بدوره عن المخاطر المختلفة التي جاءت نتيجة حالة الإنغلاق وتقلص مساحة التعاطي مع هذه المؤسسة، في الوقت الذي نشهد فيه تحولات كبيرة في ميدان التلقي السمعي البصري عن طريق الفضائيات العالمية، التي يتابعها نسبة كبيرة من المجتمع وعلى رأسهم الشباب. أما المخرجة والمنتجة نادية شرابي، فعبرت في كلمات عن الصعوبة التي تلقتها في التعامل مع التلفزيون، والمخاطر التي يمكن أن يتكبدها المنتج وهو يجري وراء تحقيق أحد مشاريعه التلفزيونية أو حتى السينمائية، وأضافت أن الجمهور الجزائري يحب ويقبل على الدراما الجزائرية، لكن أفق التعاطي مع بناية شارع الشهداء غامضة مما يضع المنتج في وضع محرج وعلى حافة الإفلاس المالي. وفي ختام هذا اللقاء، الذي تميز بصراحة كبيرة من طرف مختلف المتدخلين ومشاركة إطارات من التلفزيون لأول مرة، إتفق الحاضرون على تشكيل لجنة مكونة من ممثلي الجمعيات المهنية الثلاث للقاء مرتقب مع المدير العام للتلفزيون للتعبير عن مختلف انشغالاتهم وتوجيه عريضة إلى مرشحي الانتخابات الرئاسية الحالية ومختلف الهيئات والوزارات المعنية من قريب أو بعيد بمساءل القطاع السينمائي والتلفزيوني...وحسب السيد بوعلام عيساوي، فإن هذه العريضة ستحمل مجموعة أساسية من مطالب المنتجين الخواص لبعث وإنعاش القطاع السمعي البصري. ونوه المتحدث أيضا بالرسالة التي وجهها المدير العام للتلفزيون للمشاركين في هذا اللقاء، التي ورغم أنها تحمل رؤية "فلسفية" إلا أنها تشكل في حد ذاتها قاعدة أساسية للعمل سويا لتحسين العلاقة ووضعها في أطر تنظيمية مهنية قوية ودائمة.