"سوناطراك" ترفض الرضوخ لمطالب الشركات الأجنبية الرامية لزيادة كميات الغاز خليل يبعث برسالة "مُشفّرة" لفرنسا وإسبانيا ويلزمهما بإتباع البنود المالية للعقود أكّد أمس الأول، شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم، أن الجزائر تعتزم منح عقود جديدة للنفط والغاز لشركات دولية بحلول السداسي الثاني من السنة الجارية، لكنها لا تعتزم تغيير البنود المالية المحدّدة لكيفية تنظيم السوق الدولية، خاصة وأن الجزائر تعتبر من بين أهم الدول عالميا الموفرة لمادة الغاز. وأوضح الوزير أن الجزائر لن تغير أي بند من البنود المالية. مضيفا أن ما يمكن عمله هو طرح آفاق أفضل لجعل الشركات أكثر اهتماما بالاستثمار في الجزائر. وأكد، خليل، في رسالة لكل المتعاملين الأجانب وعلى رأسهم فرنسا، التي تبحث عن عقود طويلة المدى ل"امتصاص" الغاز الجزائري، أن المنتدى الدولي للغاز الذي سينظم بالجزائر مطلع الشهر المقبل سيكون بمثابة "قاعة شفافة" تُبرز أهم البنود والقوانين التي تبرم على أساسها عقود التمويل بالغاز. مؤكدا على وجود عدة متعاملين آخرين مهمين يبحثون عن عقود مع "سوناطراك" لتمويلها بالغاز وعلى رأسها الهند التي تعتبر سوقا مهما لأبعد الحدود. وأوضح المسؤول الأول عن قطاع الطاقة، أن عملية تمويل الهند بالغاز الجزائري جاري البحث فيها بين الطرفين، مشيرا إلى أن تصدير نحو للهند سيكون من محطات الغاز التي يجري تشييدها خلال هذه السنة. ومن جهة أخرى أضاف خليل. أن السوق التقليدية الحقيقية لصادرات الغاز الجزائري هي اليابان ثم كوريا الجنوبية والصين. وقال خليل أن "سوناطراك ربما ستسمح لبعض زبائنها بخفض كميات الغاز مع إلزامية الشراء، لكنه من المستبعد أن تجعل الأسعار في السوق الفورية عنصرا أساسيا في عقود الإمدادات طويلة الأجل. وأضاف أنه إذا تفاوض عملاء لخفض الحد الأدنى من الكميات التي يجب عليهم شراؤها ثم قرروا بعد ذلك شراء كميات من الغاز أعلى من الحد الأدنى الجديد، فسيتعين عليهم اللجوء إلى السوق الفورية، لأن الجزائر لن تضمن توريد الكميات الإضافية. وعلى صعيد آخر، قال الوزير إن الركود العالمي في الطلب على الغاز الطبيعي مؤقت، وأن الطلب سيتعافى في غضون السنوات المقبلة، وأضاف أنه على المدى البعيد وبالتحديد من وجهة النظر البيئية ومن منطلق إرضاء الطلب العالمي ستكون هناك حاجة كبيرة للغاز الطبيعي في الفترات القادمة. كما أشار في سياق متصل، إلى أنه لا يتوقع انتعاشا في أي وقت قريب في صادرات الغاز الطبيعي إلى الولاياتالمتحدة. مضيفا أن تعامل الجزائر مع هذه السوق محدود. وبخصوص المؤتمر الدولي للغاز الطبيعي الذي سينظم بوهران في شهر أفريل المقبل، قال خليل إن الجزائر تسعى لزيادة مبيعات الغاز الطبيعي في الأسواق الآسيوية، وتبني الجزائر محطتين جديدتين للغاز سيتم الانتهاء منهما خلال الأعوام الأربعة القادمة مخصصة لهذه السوق بالذات، على اعتبارها من أهم الأسواق الدولية.